[ 376 ] " جابوا الصخر " أي قطعوها ونقبوها بالوادي الذي كانوا ينزلونه وهو وادي القرى. (1) " بطغويها " أي بطغيانها " إذا انبعث " أي انتدب وقام، والأشقى عاقر الناقة وكان أشقر أزرق قصيرا " ملتزق الخلق، وقد صحت الرواية بالإسناد عن عثمان بن صهيب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: من أشقى الأولين ؟ قال: عاقر الناقة، قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين ؟ قال: قلت: لا أعلم يارسول الله، قال: الذي يضربك على هذه - وأشار إلى يافوخه -. (2) وعن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب عليه السلام في غزوة العشيرة (3) نائمين في صور (4) من النخل ودقعاء من التراب، فوالله ما أهبنا (5) إلا رسول الله صلى الله عليه وآله يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء (6) فقال: ألا احدثكما بأشقى الناس رجلين ؟ قلنا: بلى يارسول الله، قال: أحمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه - وأخذ بلحيته - " ناقة الله " أي احذروها فلا تعقروها " وسقياها " فلا تزاحموا فيه " فدمدم عليهم " أي فدمر عليهم، أو اطبق عليهم بالعذاب وأهلكهم " فسواها " أي فسوى الدمدمة عليهم وعمهم بها ولم يفلت منها أحدا " و سوى الامة، أي أنزل العذاب بصغيرها وكبيرها، أو جعل بعضها على مقدار بعض في الاندكاك واللصوق بالأرض، وقيل: سوى أرضهم عليهم " ولا يخاف عقباها " أي لا يخاف الله من أحد تبعة في إهلاكهم، أو لا يخاف الذي عقرها عقباها. (7) ________________________________________ (1) مجمع البيان 10: 487. م (2) هو ملتقى عظم مقدم الرأس ومؤخره. (3) قال اليعقوبي في جملة الغزوات التى لم يكن فيها قتال: وغزاة ذى العشيرة من بطن ينبع وادع بها بنى مدلج وحلفاء لهم من بنى ضمرة وكتب بينهم كتابا، والذى قام بذلك بينهم مخشى ابن عمرو الضميرى انتهى. وقال ابن حبيب في المحبر: وذلك في سنة اثنين لمستهل جمادى الاولى ورجع لثمان بقين من جمادى الاخرة ولم يلق كيدا. (4) بالفتح فالسكون النخل المجتمع الصغار. (5) أهبه من نومه: أيقظه. (6) تترب: تلوث بالتراب. الدقناء: التراب، الارض التى لا نبات بها. (7) مجمع البيان 10: 498 - 499. م [ * ] ________________________________________