[350] فصل: فيما نذكره في أول يوم من الشهر من الرواية بالغسل فيه. وهو ما رويناه باسنادنا إلى سعد بن عبد الله، عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنه قال: من اغتسل أول يوم من السنة في ماء جار وصب على رأسه ثلاثين غرفة، كان دواء لسنته، وإن أول كل سنة أول يوم من شهر رمضان. ورويت من كتاب جعفر بن سليمان، عن أبي عبد الله عليه السلام أن من ضرب وجهه بكف ماء ورد أمن ذلك اليوم من المذلة والفقر، ومن وضع على رأسه من ماء ورد أمن تلك السنة من السرسام [البرسام] فلا تدعوا ما نوصيكم به. أقول: لعل خاطر بعض من يقف على هذه الرواية يستبعد ما تضمنته من العناية ويقول: كيف يقتضي ثلاثون غرفة من الماء استمرار العافية طول سنته، وزوال أخطار الادواء، فاعلم أن كل مسلم فانه يعتقد أن الله جل جلاله يعطي على الحسنة الواحدة في دار البقاء من الخلود ودوام العافية وكمال النعماء ما يحتمل أن يقدم لهذا العبد المغتسل في دار الفناء بعض ذلك العطاء، وهو ما ذكره من العافية والشفاء. فصل: فيما نذكره من صوم الاخلاص، وحال أهل الاختصاص من طريق الاعتبار. اعلم أن أصل الاعمال والذي عليه مدار الافعال، ينبغي أن يكون هو محل التنزيه عن الشوائب والنقصان، ولما كان صوم شهر رمضان مداره على معاملة العقول والقلوب لعلام الغيوب، وجب أن يكون اهتمام خاصته جل جلاله وخالصته بصيام العقل والقلب عن كل ما يشغل عن الرب. فان تعذر استمرار هذه المراقبة في سائر الاوقات، لكثرة الشواغل والغفلات فلا أقل أن يكون الانسان طالبا من الله جل جلاله أن يقويه على هذه الحال، ويبلغه صفات اهل الكمال، وأن يكون خائفا من التخلف عن درجات أهل السباق ________________________________________