[382] ولو عم الله تبارك وتعالى بمعرفتها جميع الناس، لكان ذلك ضد الحكمة، وفساد التدبير، وكان لا يؤمن من غير المعصوم أن يدعو بها على نبي مرسل، أو مؤمن ممتحن، ثم لا يجوز أن لا تقع الاجابة بها مع وعده، واتصافه بأنه لا يخلف الميعاد. وعلى أنه يجوز أن يعطي المعرفة بعضها من يجعله عبرة لخلقه متى تعدى حده فيها كبلعم بن باعورا حين أراد أن يدعو على كليم الله موسى عليه السلام فانسي ما كان اوتي من الاسم الاعظم، فانسلخ منه وذلك قول الله عزوجل في كتابه " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين " (1) وإنما فعل عزوجل ذلك ليعلم الناس أنه ما اختص بالفضل إلا من علم أنه مستحق للفضل، وأنه لو عم لجاز منهم وقوع ما وقع من بلعم (2). 15 - شى: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن المحكم والمتشابه، قال: المحكم ما نعمل به، والمتشابه ما اشتبه على جاهله (3). 16 - شى: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: إن القرآن محكم ومتشابه، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به، وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به، وهو قول الله " فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا " والراسخون في العلم هم آل محمد (4). 17 - شى: عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن باياك أعني واسمعي يا جاره (5). 18 - شى: عن ابن أبي عمير، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما ________________________________________ (1) الاعراف: 175. (2) كمال الدين ج 2 ص 353 في ذيل حديث بلوهر وبوذاسف. (3 - 4) تفسير العياشي ج 1 ص 162. (5) تفسير العياشي ج 1 ص 10. ________________________________________