[3] وقال سبحانه: فاقرؤا ما تيسر من القرآن (1). ________________________________________ = = يتأنق الخطيب المصقع يتصوب بصوته تارة ويتصعد به اخرى حسب مقتضى المقام، فلو علا بصوته في كلمة ثم خفض صوته بالكلمة بعدها وهكذا بحيث صار مخالفا لطبع القراءة كان خارجا عن الترتيل الواجب عليه بالسنة، والكلام في الاسراع بالقراءة والابطاء فيها كالكلام في اعلاء الصوت واخفاضها لايا بلاى. ويؤيد هذا المعنى بل يصرح به قوله تعالى: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا) الفرقان: 33، لان المعنى انا أنزلنا القرآن متفرقا بين قطعاتها سورة سورة لنثبت به فؤادك بانزال كل سورة عند الحاجة إليها ولتقرءه على الناس على مكث، فيتعلموه ويتأنسوا به. لكنه معذلك لم يكن التفريق بين قطعة وقطعة وبين سورة وسورة، وآية وآية كتفرقة الدقل ونثره ونثر الشذر بانقطاع سلكه، بل رتلناه ترتيلا يتسق نظام آياته و ينتظم نطاق قصصه وعبره، ويتنضد سياق حكمه وأمثاله، وزواجره ورغائبه، مع ما في طيها من أحكام المعاملات والعبادات وقد وقع كل موقعه بحسن التأليف والترصيف. (1) المزمل: 20، وقد كان على المؤلف العلامة أن ينقل تمام الاية لمسيس الحاجة إليها، وها أناذا أنقلها مع ما يتعلق بها من الابحاث: قال عزوجل: (ان ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه (اشارة إلى ما نزل في صدر السورة من أمره صلى الله عليه وآله بقيام الليل في هذه الاوقات المعينة ثلاث مرات متهجدا ثم أمره بترتيل القرآن سورة بعد سورة حتى يأتي على آخرها في تمام تهجده) و (هكذا يعلم أنه تقوم) طائفة من الذين معك (رغبة في حسن ثواب الله من المقام المحمود، واقتداء وتأسيا بك رجاء لله وفى اليوم الاخر، لكنه ليس لهم طاقة كطاقتك. ولا رغبة كرغبتك، ولا هم يحفظون ويتذكرون سور القرآن بتمامها) والله يقدر الليل والنهار (فتارة يقصر الليل ويطول النهار وتارة بالعكس، فلا يسع الوقت لقراءة القرآن بتمام سوره). (وعلى أي حال وعلة) علم أن لن تحصوه (أي لن تحصوا القرآن بقراءة تمام = [*] ________________________________________