[297] وقال تعالى: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة (1). 1 - ب: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادقة، عن أبيه عليهما السلام قال: من اتخذ نعلا فليستجدها، ومن اتخذ ثوبا فليستنظفه، ومن اتخذ دابة فليستفرهها، ومن اتخذ امرأة فليكرمها، فانما امرأة أحدكم لعبة، فمن اتخذها فلا يضيعها، ومن اتخذ شعرا فليحسن إليه، ومن اتخذ شعرا فلم يفرق فرقه الله ________________________________________ < - (1) يا بنى آدم كما طفق أبواكم يخصفان عليهما من ورق الجنة ليسترا سوأتها، يجب عليكم أن تستروا سوآتكم، لان كشفها فاحشة وقد عددنا وهيأنا لستر عوراتكم فأنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم (وهو الازار، فان اللباس هو ما يشتمل به ويلبس وأما المخيط منها فهو قميص وسربال وغير ذلك) وريشا " (وهو الرداء تشبيها بريش الطير يلتف على جناحه كما يلتف الرداء على اليدين، والرداء أيضا ثوب غير مخيط). فهذان الثوبان هما اللذان رضيتهما لكم وألبستهما الانبياء وقبلت منكم زيارة بيتى فيهما ودعوتكم إلى الوفادة عندي بعد لبسهما، وجعلتهما آخر لبسكم من لباس الدنيا حين تكفنون بهما، فهذان الثوبان جعلتهما لكم لا حفظكم من بعض الفاحشة التى هي كشف سوآتكم في الملاء، وأما لباس التقوى، ذلك اللباس خير من هذا اللباس فانه يحفظكم عن كل فاحشة تأمر بها الشيطان ويستر عليكم وعنكم الفواحش كلها ما ظهر وما بطن، فالبسوا جلباب التقوى كما تلبسون الازار والرداء ولا حول ولا قوة الا بالله. (1) الاعراف: 32، وهذه الاية تتعلق بقوله تعالى فيما سبق " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها " الاية، والمعنى يا بنى آدم انا لا نأمركم بالفحشاء ومنها كشف العورة للملاء، خصوصا عند طواف البيت تعبدا لله عزوجل، بل الشيطان هو الذى يأمركم بذلك، كما فعل ذلك بأبويكم في الجنة ينزع عنهما لباسهما - > ________________________________________