[284] [......] ________________________________________ يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ". فالايات الشريفة بنفسها تنص على أن الجن كانوا يعملون التماثيل في بناء البيت المقدس، ولا معنى لاستعمالها في البيت الا كما ذكرناه، وهو المعهود من بناء السلاطين بعده، والروايات الواردة في ذلك، تؤيد هذا المعنى أيضا ". وأما أنه كيف جاز عمل الصور ؟ فالمسلم من الايات الشريفة التى تبحث عن ذلك، أن التماثيل إذا نصبت للعبادة وعكف الناس على عبادتها وخلقوا لذلك افكا، فهى صنم ووثن، كما عرفت في قوله تعالى " ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون " وقوله بعده " تالله لاكيدن اصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا " " فان كانت التماثيل منصوبة للعبادة، يجب كسرها متابعة لابراهيم خليل الله وان كانت أعيانها مملوكة للغير، منصوبة في بيت لهم، وانما يذكره الله عزوجل ويطرى على فعله ذلك لانه مرضى الله عزوجل مطلوب له من العباد، فإذا وجب كسرها - وان كانت اعيانها مملوكة للغير - فالمنع من نحتها وعملها أيضا واجب ضروري. وما روى عن النبي صلى الله عليه وآله كان يأمر سراياه بأن يكسروا التماثيل ويمحو نقوشها من المعابد، وجهه أن التماثيل الموجودة عند العرب لم تكن منصوبة الا للعبادة، فكان الواجب كسرها لمن ظفر عليها. وأما نحتها وتصويرها لا للعبادة، كما فعل ذلك سليمان بن داود عليه السلام فجعلها في خدمة بيت الله المقدس، ومعرض الهوان والذل والعبودية لله عزوجل بعدما كانت تعمل عند الوثنيين للعبادة ويألهون إليها في حوائجهم، فقد كان أمرا مستحسنا مرضيا لله عزوجل والالم يقبله الله عزوجل شكرا لما أنعم عليه من الملك، ولم يأمر به في قوله: " اعملوا آل داود شكرا " ولم يمدحه بقوله: " وقليل من عبادي الشكور ". فمن فعل كما فعل ابراهيم الخليل بالتماثيل المنصوبة للعبادة، ففعله ممدوح: ________________________________________