[21] كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها، ويتجرح عن حطام الدنيا (1) وزينتها كما يتجنب النار أن تغشاه، ويقصر أمله وكان بين عينيه أجله، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الاخلاص ؟ قال: المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد وإذا وجد رضي وإذا بقي عنده شئ أعطاه في الله فان من لم يسأل المخلوق فقد أقر لله عز وجل بالعبودية وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض والله تبارك وتعالى عنه راض، وإذا أعطى الله عزوجل فهو على حد الثقة بربه عزوجل قلت: فما تفسير اليقين ؟ قال الموقن يعمل لله كأنه يراه فإن لم يكن يرى الله فان الله يراه، وأن يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطيه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وهذا كله أغصان التوكل ومدرجة الزهد. 5 - ل: (2) عن أبيه، عن علي بن موسى بن جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد عن أبيه، عن عبد الله بن جبلة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: عظني فقال: يا محمد عش ما شئت فانك ميت، و أحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه: شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه كفه عن أعراض الناس. 6 - عن كتاب ارشاد القلوب للديلمي: (3) روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله سأل ربه سبحانه ليلة المعراج فقال: يا رب أي الاعمال أفضل ؟ فقال الله عزوجل: ليس شئ عندي أفضل من التوكل علي والرضى بما قسمت يا محمد وجبت محبتي للمتحابين في ووجبت محبتي للمتعاطفين في، ووجبت محبتي للمتواصلين في، ووجبت محبتي للمتوكلين علي، وليس لمحبتي علم (4) ولا غاية ولا نهاية وكلما رفعت لهم علما وضعت لهم علما، اولئك الذين نظروا إلى ________________________________________ (1) الحطام الفتاة وما يحطم من عيدان الزرع إذا يبس. والمال القليل. (2) الخصال ج 1 ص 7. (3) الباب الرابع والخمسون هكذا بدون ذكر السند. (4) بفتحتين كناية عن عدم المحدودية. ________________________________________