[4] يأت لا تكلم نفس إلا باذنه فمنهم شقي وسعيد 108 فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق 109 خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد 110 وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ 111 إلى قوله تعالى وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير 114 فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير 115 (1). الرعد: قل من رب السموات والارض قل الله قل أفأتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوى الاعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار 18 أنزل من السماء ماء فسألت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به اولئك لهم سوء ________________________________________ (1) قوله تعالى " منها قائم " أي باق كالزرع المحصود عافى الاثر. وقوله " تتبيب " أي غير تخسير وقوله: " وما نؤخره الا لاجل معدود " أي وما نؤخر اليوم الا لانتهاء مدة معدودة متناهية على حذف المضاف وارادة مدة التأجيل كلها بالاجل لا منتهاها فانه غير معدود. قوله: " زفير وشهيق " الزفير اخراج النفس والشهيق رده والمراد شدة حالهم وكربهم وتشبيه صراخهم بصوت الحمير. لان الزفير والشهيق أول نهاقه وآخره. قوله: " ما دامت السموات والارض " ليس المراد السماء والارض بعينها بل المراد التبعيد فان للعرب الفاظا للتبعيد في معنى التأبيد يقولون لافعل ذلك ما اختلف الليل والنهار وما دامت السموات والارض وما تنبت النبت ظنا منهم أن هذه الاشياء لا يتغير ويريدون بذلك التأبيد، فخاطبهم سبحانه بالمتعارف من كلامهم على قدر عقولهم. وقوله " عطاء غير مجذوذ " أي غير مقطوع ولا ممنوع. ________________________________________