[ 56 ] المكي، عن كثير بن طارق، عن زيد، عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام قال: سئل علي بن أبي طالب عليه السلام: من أفصح الناس ؟ قال: المجيب المسكت عند بديهة السؤال. 32 - نهج: قال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له: والناس منقوصون مدخولون إلا من عصم الله، سائلهم متعنت، ومجيبهم متكلف، يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل رأيه الرضاء والسخط، ويكاد أصلبهم عودا تنكاه اللحظة وتستحيله الكلمة الواحدة. 33 - وقال عليه السلام: من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤد بها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم. 34 - وقال عليه السلام: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكر الله. 35 - وقال عليه السلام: إن أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان. 36 - وقال عليه السلام: إن من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن، وتجلبب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه، وأعد القرى ليومه النازل به، فقرب على نفسه البعيد، وهون الشديد، نظر فأبصر، وذكر فاستكثر، وارتوى من عذب فرات سهلت له موارده، فشرب نهلا، (1) وسلك سبيلا جددا، قد خلع سرابيل الشهوات، وتخلى من الهموم إلا هما واحدا انفرد به، فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى، قد أبصر طريقه، وسلك سبيله، وعرف مناره، وقطع غماره، واستمسك من العرى بأوثقها، ومن الحبال بأمتنها، فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس، قد نصب نفسه لله سبحانه في أرفع الامور من إصدار كل وارد عليه، وتصيير كل فرع إلى أصله، مصباح ظلمات، كشاف عشوات، (4) مفتاح مبهمات، ________________________________________ (1) بفتح النون والهاء. (2) الجدد بفتح الجيم والدال: الارض الغليظة المستوية. (3) وهو هم الاخرة، وما يطلب منه الرب تعالى، وما يوجب سعادته أو شقاوته. (4) أي ظلمات. ________________________________________