[21] فخاض القوم جميعا فذكروا نعم الله التي أنعم عليهم وأحسن إليهم بها من المعاش والرياش والذرية والازواج إلى ساير ما بلاهم الله عزوجل به من أنعمه الظاهرة، فلما أمسك القوم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام فقال: يا أبا الحسن قل ! فقد قال أصحابك، فقال: وكيف لي بالقول فداك أبي وامي ؟ وإنما هدانا الله بك ؟ قال: ومع ذلك فهات قل ! ما أول نعمة بلاك الله عزوجل وأنعم عليك بها ؟ قال: أن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا قال: صدقت فما الثانية ؟ قال: أن أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيا لا مواتا، قال: صدقت فما الثالثة ؟ قال: أن أنشأني فله الحمد في أحسن صورة وأعدل تركيب قال: صدقت فما الرابعة ؟ قال: أن جعلني متفكرا واعيا لا بلها ساهيا قال: صدقت فما الخامسة ؟ قال: أن جعل لي شواعر أدرك ما ابتغيت بها وجعل لي سراجا منيرا، قال: صدقت فما السادسة ؟ قال: أن هداني لدينه ولم يضلني عن سبيله، قال: صدقت فما السابعة ؟ قال: أن جعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها، قال: صدقت فما الثامنة ؟ قال: أن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا قال: صدقت فما التاسعة ؟ قال: أن سخر لي سماءه وأرضه وما فيهما وما بينهما من خلقه، قال: صدقت فما العاشرة ؟ قال: أن جعلنا سبحانه ذكرانا قواما على حلائلنا لا إناثا، قال: صدقت فما بعد هذا ؟ قال: كثرت نعم الله يا نبى الله فطابت، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: لتهنك الحكمة ليهنك العلم يابا الحسن فأنت وارث علمي والمبين لامتي ما اختلفت فيه من بعدي، من أحبك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممن هدي إلى صراط مستقيم ومن رغب عن هداك وأبغضك وتخلاك لقي الله يوم القيامة لا خلاق له (1). 18 - ص: الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن عمرو بن ________________________________________ (1) أمالى الطوسي ج 2 ص 105 و 106. ________________________________________