[4] ثم قال الصادق عليه السلام: يا علقمة ما أعجب أقاويل الناس في علي عليه السلام ؟ كم بين من يقول: إنه رب معبود، وبين من يقول: إنه عبد عاص للمعبود، ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية يا علقمة ألم يقولوا [في] الله عزوجل: إنه ثالث ثلاثة ؟ ألم يشبهوه بخلقه ؟ ألم يقولوا: إنه الدهر ؟ ألم يقولوا: إنه الفلك ؟ ألم يقولوا: إنه جسم ؟ ألم يقولوا: إنه صورة ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. يا علقمة إن الالسنة التي يتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته، كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه " فاستعينوا بالله واصبروا إن الارض لله يورثها من يشآء من عباده والعاقبة للمتقين " فان بني إسرائيل قالوا لموسى: " اوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا " فقال الله عزوجل: قل لهم يا موسى: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون (1). 40 * (باب) * * " (ما به كمال الانسان، ومعنى المروة والفتوة) " * 1 - مع، ل: أحمد بن إبراهيم بن الوليد، عن محمد بن أحمد الكاتب رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: كمال الرجل بست خصال: بأصغريه، وأكبريه وهيئتيه، فأما أصغراه فقلبه ولسانه، إن قاتل قاتل بجنان، وإن تكلم تكلم بلسان وأما أكبراه فعقله وهمته، وأما هيئتاه فماله وجماله (2). 2 - نهج: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قدر الرجل على قدر همته، وصدقه على قدر مروته، وشجاعته على قدر أنفته، وعفته على قدر غيرته (3). ________________________________________ (1) أمالى الصدوق: 63 و 64، والايات في الاعراف: 128 و 129. (2) معاني الاخبار ص 150، الخصال ج 1 ص 164، وفيه " هيبتيه " بدل " هيئتيه ". (3) نهج البلاغة تحت الرقم 47 من الحكم. ________________________________________