[10] 10 - ومنه: " وأرسلنا الرياح لواقح " قال: التي تلقح الاشجار (1). 11 - العلل: عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن السياري رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: لم سميت ريح الشمال ؟ قال: لانها تأتي من شمال العرش (2). بيان: كون ريح الشمال من شمال العرش لانها تهب من قبل الركن الشامي وهو في يسار الكعبة إذا فرضت رجلا مواجها إلينا والحجر الاسود عن يمين الكعبة وقد ورد في الخبر أن العرش محاذ للكعبة، فيمينه يمينها ويساره يسارها، ويوضح ذلك ما رواه الصدوق أيضا في العلل بإسناده عن بريد العجلى، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: كيف صار الناس يستلمون الحجر والركن اليماني ولا يستلمون الركنين الآخرين ؟ قال: إن الحجر الاسود والركن اليماني عن يمين العرش، وإنما أمر الله تبارك وتعالى أن يستلم ما عن يمين عرشه، قلت: فكيف صار مقام إبراهيم عن يساره ؟ قال: لان لابراهيم مقاما في القيامة ولمحمد صلى الله عليه واله مقاما، فمقام محمد صلى الله عليه واله عن يمين عرش ربنا عزوجل ومقام إبراهيم عليه السلام عن شمال عرشه، فمقام إبراهيم في مقامه يوم القيامة وعرش ربنا مقبل غير مدبر. وحاصله أنه ينبغي أن يتصور أن البيت بإزاء العرش وحذائه في الدنيا والآخرة، والبيت بمنزلة رجل وجهه إلى الناس، ووجهه الطرف الذي فيه الباب فإذا توجه إنسان إلى البيت من جهة الباب كان المقام والركن الشامي عن يمينه والحجر [الاسود] والركن اليماني عن يساره، فإذا فرض البيت إنسانا مواجها تنعكس النسبة، فيمينه يحاذي يسارنا وبالعكس. " وعرش ربنا مقبل " أي بمنزلة رجل مقبل، ويمكن أن يكون تسمية الجانب الذي يلي الشامي شمالا في خبر السياري لانه أضعف جانبي الكعبة كما أن الشمال أضعف جانبي الانسان، لان أشرف ________________________________________ (1) المصدر: 350. (2) علل الشرائع: ج 2، ص 264. ________________________________________