[311] أبو القاسم الكوفي في كتاب التبديل أن إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض القرآن، وشغل نفسه، بذلك، وتفرد به في منزله، وإن بعض تلامذته دخل يوما على الامام الحسن العسكري عليه السلام فقال له أبو محمد عليه السلام: أما فيكم رجل رشيد يردع استاذكم الكندي فما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن ؟ فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره ؟ فقال أبو محمد عليه السلام: أتؤدي إليه ما القيه إليك ؟ قال: نعم، قال: فصر إليه، وتلطف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله، فإذا وقعت الانسة في ذلك فقل: قد حضرتني مسألة أسالك عنها فانه يستدعي ذلك منك، فقل له: إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم به منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها ؟ فانه سيقول إنه من الجائز لانه رجل يفهم إذا سمع فاذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه، فتكون واضعا لغير معانيه. فصار الرجل إلى الكندي وتلطف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة، فقال له: أعد علي ! فأعاد عليه، فتفكر في نفسه، ورأى ذلك محتملا في اللغة، وسائغا في النظر (1). 10 - عم: من كتاب أحمد بن محمد بن العياش قال: كان أبو هاشم الجعفري حبس مع أبي محمد عليه السلام كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنة ثمان و خمسين ومائتين وقال: ________________________________________ (1) المناقب ج 4 ص 424، وبعده: فقال: أقسمت عليك الا أخبرتني من أين لك ؟ فقال: انه شئ عرض بقلبي فأوردته عليك فقال: كلا، ما مثلك من اهتدى إلى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة فعرفني من أين لك هذا ؟ فقال: أمرنى به أبو محمد، فقال: الان جئت به، وما كان ليخرج مثل هذا الامن ذلك البيت، ثم انه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألفه. ________________________________________