[323] وبالجملة فالظاهر أن سناباد كانت بلدة صغيرة بطوس، وكانت لحميد بن قحطبة فيها دارا وبستانا، ولما مات هارون الرشيد في طوس دفن في بيت حميد ثم بنى المأمون قبة على تربة أبيه، ولما توفي الامام عليه السلام دفن بجنب هارون في تلك القبة التي بناها المأمون، فلا وجه لما هو الشائع على الالسنة أن قبته المباركة من بناء ذي القرنين. ولعل وجه الشبهة أن مرو شاهجان الذي هو من أعظم بلاد خراسان هو من بناء ذي القرنين كما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان، وكان فيها سرير سلطنته، ومن حسن هوائه كان يسميه بروح الملك، بكسر اللام، وباعتبار تقديم المضاف إليه اشتهر بشاه جان. وفيه أيضا وقد روي عن بريدة بن الحصيب أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بريدة إنه سيبعث بعوث فإذا بعثت فكن في بعث المشرق، ثم كن في بعث خراسان، ثم كن في بعث أرض يقال لها مرو إذا أتيتها فانزل مدينتها، فانه بناها ذو القرنين، وصلى فيها عزير، أنهارها تجري البركة، على كل نقب منها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها السوء إلى يوم القيامة. وقال بعض: هي خير بقاع الارض من بعد الجنات الاربع التي هي سغد سمرقند، ونهر أبلة، وشعب بوان، وغوطة دمشق، من حيث طيب الفواكه، والغلة وجمال النساء والرجال، والخيل الجياد، التي توجد فيها وسائر الحيوانات. وكانت مرو دار الامارة للملوك من آل طاهر، ومن المحتمل أن اسكندر من حيث كان من المقربين عند الله الهم من عالم الغيب أنه يدفن في هذه البقعة من الارض أحد الائمة صلوات الله عليهم أجمعين فبنى هذه البلدة، وسماها سناباد كما رواه الصدوق رحمه الله في إكمال الدين، وفيه يقتله عفريت متكبر، ويدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين ويدفن إلى جنب شر خلق الله ولنعم ما قاله دعبل الخزاعي رضي الله عنه: ________________________________________