[322] ميل في مثله، وفي بعض بساتينها قبر علي بن موسى الرضا عليه السلام وقبر الرشيد انتهى. وكان حميد بن قحطبة واليا على طوس من قبل هارون، فبنى في سناباد بنيانا ومحلا لنفسه، متى خرج إلى الصيد نزل فيه، وحميد هذا هو الذي قتل في ليلة واحدة ستين سيدا من ذرية الرسول بأمر هارون الرشيد كما هو في العيون. قال ابن عساكر في تاريخه: حميد بن قحطبة واسمه زياد بن شبيب بن خالد بن معدان الطائي أحد قواد بني العباس، شهد حصار دمشق، وكان نازلا على باب توما، ويقال على باب الفراديس، وولي الجزيرة للمنصور، ثم ولي خراسان في خلافة المنصور، وأمره المهدي عليها حتى مات، واستخلف ابنه عبد الله وولي مصر في خلافة المنصور في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين ومائة سنة كاملة، ثم صرف عنها وكانت وفات المترجم سنة تسع وخمسين ومائة انتهى. وأما أصل بناء القبة المنورة فالظاهر أنه كان في حياته عليه السلام مشهورة بالبقعة الهارونية، كما هو مروي في العيون من أنه دخل دار حميد بن قحطبة الطائي ودخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد. وأيضا عن الحسن بن جهم قال: حضرت مجلس المأمون يوما، عنده علي بن موسى الرضا وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام وذكر أسؤلة القوم وسؤال المأمون عنه عليه السلام وجواباته وساق الكلام إلى أن قال: فلما قام الرضا عليه السلام تبعته فانصرفت إلى منزله فدخلت عليه، وقلت له: يا ابن رسول الله الحمد لله الذي وهب لك من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك، و قبوله لقولك. فقال عليه السلام: يا ابن الجهم لا يغرنك ما ألفيته عليه من إكرامي، والاستماع مني فانه سيقتلني بالسم وهو ظالم لي، أعرف بعهد معهود إلي من آبائي عن رسول الله صلى الله عليه وآله فاكتم علي هذا مادمت حيا. قال الحسن بن الجهم: فما حدثت بهذا الحديث إلى أن مضى الرضا عليه السلام بطوس مقتولا بالسم. ________________________________________