[ 25 ] الفصل " بين الخلائق، والحكم وتمييز الحق من الباطل، وهذا كلام بعضهم لبعض، و قيل: بل هو كلام الملائكة، وفي قوله تعالى: " خاشعة " أي غبراء دارسة متهشمة أي كان حالها حال الخاضع المتواضع، وقيل: ميتة يابسة لا نبات فيها. وفي قوله: " ولئن رجعت إلى ربي ": أي لست على يقين من البعث فإن كان الامر على ذلك ورددت إلى ربي " إن لي عنده " الحالة " الحسنى " أو المنزلة الحسنى وهي الجنة سيعطيني في الآخرة مثل ما أعطاني في الدنيا. وفي قوله تعالى: " إن الذين يمارون ": أي يدخلهم المرية والشك " في الساعة " فيخاصمون في مجيئها على وجه الانكار لها. وفي قوله: " نموت ونحيا ": قال فيه أقوال: أحدها أن تقديره: نحيا ونموت فقدم وأخر. والثاني: أن معناه نموت وتحيا أولادنا. والثالث: يموت بعضنا ويحيا بعضنا. أقول: وقال البيضاوي: أي نكون أمواتا نطفا وما قبلها ونحيا بعد ذلك، ويحتمل أنهم أرادوا به التناسخ فإنه عقيدة أكثر عبدة الاوثان " وما يهلكنا إلا الدهر " أي مرور الزمان. وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " إ أن قالوا ائتوا بآبائنا ": وإنما لم يجبهم الله تعالى إلى ذلك لانهم قالوا ذلك متعنتين مقترحين لا طالبين الرشد. وفي قوله: " وإذا حشر الناس ": أي إذا قامت القيامة صارت آلهتهم التي عبدوها أعداءا لهم " وكانوا بعبادتهم كافرين " يعني أن الاوثان ينطقهم الله حتى يجحدوا أن يكونوا دعوا إلى عبادتها و يكفروا بعبادة الكفار لهم. وفي قوله: " وقد خلت القرون من قبلي ": أي مضت الامم وماتوا قبلي فما اخرجوا ولا اعيدوا، وقيل: معناه: خلت القرون على هذا المذهب ينكرون البعث " وهما يستغيثان الله " أي يستضرخان الله ويطلبان منه الغوث ليلطف له بما يؤمن عنده، ويقولان له: ويلك آمن بالقيامة وبما يقوله محمد صلى الله عليه وآله، " إن وعد الله " بالبعث والنشور والثواب والعقاب " حق فيقول " في جوابهما " ما هذا " القرآن وما تدعونني إليه " إلا أساطير الاولين اولئك الذين حق عليهم القول " أي كلمة العذاب " في امم " أي مع امم مضوا على مثل حالهم واعتقادهم " ولكل " من المؤمنين والكافرين ________________________________________