[34] بكم صفا (1) ولا أشبعكم إلا على قتب، وعمل جائزة عظيمة بمنزلة المجذاف (2) و حمل الشهداء عليها، فخربت الرقة وعمرت الرافقة (3) ولا يزالون في ضنك العيش. وروت الغلاة أنه عليه السلام صعد إلى السماء على فرس وينظر إليه أصحابه وقال: لو أردت لحملت إليكم إبن أبي سفيان، وذلك نحو قوله: " ورفعناه مكانا عليا (4) ". وخرج عن أبي زهرة وقطع مسيرة ثلاثة أيام بليلة واحدة، وأصبح عند الكفار وفتح عليه فنزل " والعاديات ضبحا ". وروي أنه رمي إلى حصن ذات السلاسل في المنجنيق ونزل على حائط الحصن وكان الحصن قد شد على حيطانه سلاسل فيها غرائر (5) من نبن أو قطن، حتى لا يعمل فيها المنجنيق إذا رمي الحجر، فقالت الغلاة: فمر في الهواء والترس تحت قدميه، ونزل على الحائط وضرب السلاسل ضربة واحدة فقطعها، وسقطت الغرائر وفتح الحصن. وروت الغلاة أنه نزلت فيه " وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا (6) " وذلك إن صح مثل صعود الملائكة ونزولهم وإسراء النبي صلى الله عليه واله (7). تفسير أبي محمد العسكري عليه السلام أنه أرادت الفجرة ليلة العقبة قتل النبي صلى الله عليه واله ومن بقي في المدينة قتل علي عليه السلام فلما تبعه وقص عليه بغضاءهم فقال: أما ترضى ________________________________________ (1) في المصدر: صنعا. (2) القتب - بالكسر فالسكون - يقال: قتبه أي أطعمه الاقتاب وهى الامعاء المشوية. والجائزة: الخشبة المعترضة بين الحائطين فارسيته " تير ". والمجذاف - بالذال المعجمة و المهملة -: خشبة طويلة مبسوطة أحد الطرفين تسير بها القوارب والسفن الصغيرة. (3) الرقة - بالفتح - مدينة مشهورة على الفرات من جانبها الشرقي. والرافقة بلد متصل البناء بالرقة بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع (المراصد 2: 595). (4) سورة مريم: 57. (5) جمع الغرارة - بالكسر -: الجوالق. (6) سورة الحشر: 2. (7) مناقب آل ابى طالب 1: 446. ________________________________________