[33] والحسين عليهما السلام فأمرهما بذلك، ثم لبس علي الدرع والعمامة والسيف وركبها و سار عليها إلى منزله وهو يقول: هذا من فضل ربي ليبلونئ أشكر أنا وهما أم تكفر أنت يا فلان (1). 11 - قب: من عجائبه عليه السلام طول ما لقي من الحروب لم ينهزم قط، ولم ينله فيها شين ولا جراح سوء، ولم يبارز أحدا إلا ظفر به، ولا نجا من ضربته أحد فصلح منها، ولم يفلت منه قرن، ولم يخرج في حروبه إلا وهو ماش يهرول طول الدهر بغير جند إلى العدو، وما قدمت راية قوتل تحتها علي إلا انقلبوا صاغرين. ويروى وثبته (2) أربعون ذراعا إلى عمرو ورجوعه إلى خلف عشرون ذراعا وذلك خارج عن العادة، وروي ضربته (3) على رجليه وقطعهما بضربة واحدة مع ما كان عليه من الثياب والسلاح، وروي أنه ضرب مرحب الكافر يوم خيبر على رأسه فقطع العمامة والخوذة والرأس والحلق وما عليه من الجوشن من قدام و خلف إلى أن قده بنصفين، ثم حمل على سبعين فارس فبددهم، وتحير الفريقان من فعله فانهزموا إلى الحصن. وأصل مشهد البوق عند رحبة الشام أنه عليه السلام أخبر أن الساعة خرج معاوية في خيله من دمشق، وضرب البوق وسمع ذلك من مسيرة ثمانية عشر يوما، وهو خرق العادة. ومنه الدكة المشهورة في الكوفة التي يقال: إنه رأى منها مكة وسلم عليها وذلك مثل قولكم: يا سارية الجبل (4). ومسجد المجذاف في الرقة، وهو أنه لما طلب الزواريق لحمل الشهداء قالوا: الزواريق ترعى، فقال عليه السلام: كلامكم غث وقمصانكم رث (5) لاشد الله ________________________________________ (1) مناقب آل ابى طالب 1: 465 و 466. (2 و 3) على صيغة المصدر. (4) في المصدر: يا سايرة الخيل. (5) الغث من الكلام: رديئه. وقمصان جمع القميص والرمث: البالى. ________________________________________