[6] فلم يزد أحد غير أنه أصبح مذبوحا، فسألنا عن الليلة التي ذبح فيها فإذا هي الليلة التي أرخناها بالمدينة مع صاحبي، فكان موافقا، ثم قلنا: قد بقي شئ واحد وهو الازار والدم عليه، فسألنا عمن غسله فارشدنا إليه، فسألناه فأخرج لنا ما أخذ من ثيابه حين غسله والازار الابيض المطرز بالاحمر وفيه الخطان بالدم (1). بيان: تهور الليل: ذهب أو ولى أكثره. 6 - ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن جعفر البجلي، عن محمد بن عمار الاسدي، عن يحيى بن ثعلبة، عن أبي نعيم محمد بن جعفر الحافظ، عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن هشام بن محمد بن السائب، عن يحيى بن ثعلبة، عن امه عائشة بنت عبد الرحمن بن السائب، عن أبيها قال: جمع زياد بن أبيه شيوخ أهل الكوفة و أشرافهم في مسجد الرحبة لسب أمير المؤمنين عليه السلام والبراءة منه وكنت فيهم، و كان الناس من ذلك في أمر عظيم، فغلبتني عيناي، فنمت فرأيت في النوم شيئا طويلا طويل العنق أهدل أهدب (2)، فقلت: من أنت ؟ فقال: أنا النقاد ذو الرقبة، قلت: وما النقاد ؟ قال: طاعون بعثت إلى صاحب هذا القصر لاجتثه (3) من جديد الارض كما عتا (4) وحاول ما ليس له بحق، قال: فانتبهت فزعا وأنا في جماعة من قومي فقلت: هل رأيتم ما رأيت في المنام ؟ فقال رجلان منهم: رأينا كيت وكيت بالصفة وقال الباقون: ما رأينا شيئا، فما كان بأسرع من أن خرج خارج من دار زياد فقال: يا هؤلاء انصرفوا فإن الامير عنكم مشغول، فسألناه عن خبره فخبرنا أنه طعن في ذلك الوقت، فما تفرقنا حتى سمعنا الواعية عليه، فأنشأت أقول في ذلك: ________________________________________ (1) راجع بحار الانوار المجلد الخامس والعشرين ص 26 وبين النسختين اختلافات كابى العامر بدل أبى الفائز وأبى الغنائم أحمد بدل أبى البقاء أحمد وغير ذلك. وقال في آخره: قال أبو البقاء ابن ناصر. ورأيت أنا بعد نسخي هذا الحديث أن ذلك كان في سنة تسعين وثلاثمائة. (2) الاهدل: المسترخى المشفر أو الشفة. الاهدب: الذى طال هدب عينيه وكثرت اشفارهما. (3) اجتثه: قلعه من أصله. وفى هامش (ك): لاجشه أي أدقه وأكسره. (4) عتا يعتو عتوا: استكبر وجاوز الحد. ________________________________________