[5] الدين الحسن بن الدربي، عن أبي الفائز بن سالم بن معارويه في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، عن أبي البقاء هبة الله بن نما، عن أبي البقاء هبة الله بن ناصر بن نصر، عن أبيه، عن الاسعد، عن الرئيس أبي البقاء أحمد بن علي المزرع، عمن حدثه عن بعض أهل الموصل قال: عزمت الحج فأتيت الامير حسام الدولة المقلد بن المسيب وهو أميرنا يومئذ، فودعته وعرضت الحاجة عليه، فاستخلى بي وأحضر لي مصحفا فحلفني به إلا بلغت رسالته وحلف به لو ظهر هذا الخبر لاقتلنك، فلما فرغ قال: إذا أتيت المدينة فقف عند قبر محمد صلى الله عليه وآله وقل: يا محمد قلت وصنعت وموهت على الناس (1) في حياتك لم أمرتهم بزيارتك بعد مماتك ؟ وكلام نحو هذا، فسقط في يدي (2) لم أتيته ولم أعلم أنه يرى رأي الكفار، فحججت وعدت حتى أتيت المدينة وزرت رسول الله صلى الله عليه وآله وهبته (3) أن أقول ما قال لي، وبقيت أياما حتى إذا كان ليلة مسيرنا فذكرت يميني بالمصحف فوقفت أمام القبر وقلت: يا رسول الله حاكي الكفر ليس بكافر، قال لي المقلد بن المسيب كذا وكذا، ثم استعظمت ذلك وفزعت عنه، فأتيت رحلي ورفاقتي ورميت بنفسي وتدبرت (4) وحرت كالمجهود، فلما أن تهور الليل رأيت في منامي رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا وبيد علي سيف وبينهما رجل نائم عليه إزار رقيق أبيض بطراز أحمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فلان اكشف عن وجهه، فكشفته فقال: تعرفه ؟ قلت: نعم، قال: من هو ؟ قلت: المقلد بن المسيب، قال: يا علي اذبحه، فأمر السيف على نحره وذبحه، ورفعه فمسحه بالازار الذي على صدره مسحتين، فأثر الدم فيه خطين، فانتبهت مرعوبا ولم أكن أخبرت أحدا، فتداخلني أمر عظيم حتى أخبرت رجلا من أصحابي، وكتبت شرح المنام وأرخت الليلة، ولم نعلم به ثالثا حتى انتهينا إلى الكوفة سمعنا الخبر أن الامير قد قتل وأصبح مذبوحا في فراشه، فسألنا لما وصلنا إلى الموصل عن خبره ________________________________________ (1) موه عليه الامر أو الخبر: زوره عليه وزخرفه ولبسه أو بلغه خلاف ما هو. (2) أي ندمت. (3) من هاب يهاب أي خفت. (4) وتدثرت ظ. (ب) ________________________________________