[323] الخضراء، وفي أواخر دولتهم لكونهم بعكس ذلك بالشجرة الهزماء من قولهم: " تهزمت العصا " أي تشققت، والقربة: يبست وتكسرت، أو من الهزيمة. و أما بنو العباس فلا يخفى على من راجع التواريخ أن أولهم - وهو السفاح - كان أرأفهم، وأن ثانيهم - وهو المنصور - كان أفتكهم أي أجرأهم وأشجعهم وأكثرهم قتلا للناس خدعة وغدار وأن خامسهم - وهو الرشيد - كان كبشهم إذ لم يستقر ملك أحد منهم كاستقرار ملكه، وأن سابعهم - وهو المأمون - كان أعلمهم، واشتهار وفور علمه من بينهم يغني عن البيان، وأن عاشرهم - وهو المتوكل - أكفرهم بل أكفر الناس [كلهم] اجمعين، لشدة نصبه وإيذائه لاهل البيت عليهم السلام وشيعتهم وسائر الخلق، وإن من قتله كان من غلمانه الخاصة، وخامس عشرهم المعتمد على الله أحمد بن المتوكل، وهو وإن كان زمان خلافته ثلاثا وعشرين سنة لكن كان في أكثر زمانه مشتغلا بحرب صاحب الزنج وغيره، فذا وصفه عليه السلام بكثرة العناء وقلة الغناء. وسادس عشرهم المعتضد بالله، رأى في النوم رجلا أتى دجلة فمد يده إليها فاجتمع جميع مائها فيها، ثم فتح كفه ففاض الماء، فسأل المعتضد أتعرفني ؟ قال: لا، قال: أنا علي بن أبي طالب، فإذا جلست على سرير الخلافة فأحسن إلى أولادي فلما وصلت إليه الخلافة أحب العلويين وأحسن إليهم، فلذا وصفه عليه السلام بقضاء العهد وصلة الرحم، وثامن عشرهم هو جعفر الملقب بالمقتدر بالله، وخرج مونس الخادم من جملة عسكره وأتى الموصل واستولى عليه، وجمع عسكرا ورجع وحارب المقتدر في بغداد وانهزم عسكر المقتدر، وقتل هو في المعركة، واستولى على الخلافة من بعده ثلاثة من أولاده: الراضي بالله محمد بن المقتدر، والمتقي بالله إبراهيم بن المقتدر، والمطيع لله فضل بن المقتدر. وأما الثاني والعشرون منهم فهو المكتفي بالله عبد الله، وادعى الخلافة بعد مضي إحدى وأربعين من عمره في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، واستولى أحمد بن ________________________________________