[319] ولاحظ له في غير الزهادة، وهذه من مناقبه العجيبة التي جمع بها بين الاضداد (1). بيان: الفلذة بالكسر: القطعة من الكبد واللحم. 3 - قب: المعروفون من الصحابة بالورع: علي وأبو بكر وعمر وابن مسعود وأبو ذر وسلمان وعمار والمقداد وعثمان بن مظعون وابن عمر، ومعلوم أن أبا بكر توفي وعليه لبيت مال المسلمين نيف وأربعون ألف درهم، وعمر مات وعليه نيف و ثمانون ألف درهم، وعثمان مات وعليه مالا يحصى كثرة، وعلي صلوات الله عليه مات وما ترك إلا سبعمائة درهم فضلا عن عطائه أعدها لخادم، وقد ثبت من زهده أنه لم يحفل بالدنيا (2) ولا بالرئاسة فيها دون أن انعكف على غسل رسول الله صلى الله عليه واله وتجهيزه، وقول اولئك: منا أمير ومنكم أمير إلى أن تقمصها أبو بكر، و قال الله تعالى: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم (3) ". وقد قال تعالى: " للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا (4) " الآية، واجتمعت الامة على أنه من فقراء المهاجرين، وأجمعوا على أن أبا بكر كان غنيا. وكان عليه السلام جلي الصفحة، نقي الصحيفة، ناصح الجيب، (5) نقي الذيل عذب المشرب، عفيف المطلب، لم يتدنس بحطام، ولم يتلبس بآثام، وقد شهد النبي صلى الله عليه واله بزهده بقوله صلى الله عليه واله: علي لا يرزأ من الدنيا ولا ترزأ الدنيا منه. أمالي الطوسي في حديث عمار: يا علي إن الله قد زينك بزينة لم تزين العباد (6) بزينة أحب إلى الله منها، زينك بالزهد في الدنيا وجعلك لا ترزأ منها شيئا ولا ترزأ منك شيئا، ووهب لك (7) حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعا و ________________________________________ (1) لم نجده في الخرائج المطبوع. (2) يقال: ما حفله وما حفل به أي لم يبال به ولم يهتم له. (3) سورة الحجرات: 13. (4) سورة الحشر: 8. (5) الصفحة: الصدر. الصحيفة: الوجه. والناصح: الخالص. (6) في المصدر: لم يزين العباد. (7) في المصدر: ووهبك. ________________________________________