‹ صفحة 52 › يكونوا في طاعة علي عليه السلام ولا معاوية ، وقالوا : نكون على حالنا حتى يجتمع الناس على إمام . قال : فذكرهم معاوية مرة فبعث إليهم مسلم بن عقبة فسألهم الصدقة وحاصرهم ، فبلغ ذلك عليا عليه السلام فبعث إلى مالك بن كعب فقال : استعمل على " عين التمر " رجلا وأقبل إلي . فولاها عبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي وأقبل إلى علي عليه السلام فسرحه في ألف فارس ، فما شعر مسلم بن عقبة إلا ومالك بن كعب إلى جنبه نازلا ، فتواقفا قليلا ثم اقتتلوا يومهم ذلك إلى الليل ، حتى إذا كان من الغد صلى مسلم بأصحابه ثم انصرف ، وقام مالك ابن كعب إلى دومة الجندل يدعوهم إلى الصلح عشرا فلم يفعلوا ، فرجع إلى علي عليه السلام . ( 1 ) وبإسناده عن أبي الكنود عن سفيان بن عوف الغامدي قال : دعاني معاوية فقال : إني باعثك في جيش كثيف فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها ، فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم ، وإلا فامض حتى تغير على الأنبار ، فإن لم تجد بها جندا فامض حتى تغير على المدائن ، ثم أقبل إلي واتق أن تقرب الكوفة ، واعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار وأهل المدائن ، فكأنك أغرت على الكوفة ، إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترهب قلوبهم ، وتجرئ كل من كان له فينا هوى منهم ، ويرى فراقهم ، وتدعو إلينا كل من كان يخاف الدوائر ، وخرب كل ما مررت به ، واقتل كل من لقيت ممن ليس هو على رأيك ، وحرب ( 1 ) الأموال فإنه شبيه بالقتل وهو أوجع للقلوب . _______________________________________ ( 1 ) وهذا رواه أيضا البلاذري في الحديث : ( 505 ) من ترجمة أمير المؤمنين : أنساب الأشراف : ج 2 ص 467 ط 1 . ورواه الثقفي مع التوالي في الحديث : ( 167 ) وتواليه من كتاب الغارات : ج 1 ، ص 459 - 512 ط 1 . والتوالي رواه ابن أبي الحديد نقلا عن كتاب الغارات في شرحه على المختار : ( 27 ) من نهج البلاغة : ج 1 ، ص 335 . ( 2 ) هذا هو الصواب يقال : حرب زيد عمرا حربا على زنة نصر : سلبه ماله وتركه بلا شئ .