‹ صفحة 47 › وسمعت أصحابنا عن أبي عوانة عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن قيس بن السكن قال : قال علي عليه السلام : " يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين " فاعتلوا عليه فقال : أف لكم ، إنها سنة جرت . وعن إبراهيم بن العباس عن ابن المبارك عن بكر بن عيسى عن عمر ابن عمير الهجري عن طارق بن شهاب : أن عليا عليه السلام انصرف من حرب النهروان ، حتى إذا كان في بعض الطريق نادى في الناس فاجتمعوا ، فحمد الله وأثنى عليه ورغبهم في الجهاد ودعاهم إلى المسير إلى الشام من وجهه ذلك ، فأبوا وشكوا البرد والجراحات ، وكان أهل النهروان قد أكثروا الجراحات في الناس . فقال : إن عدوكم يألمون كما تألمون ، ويجدون البرد كما تجدون ! ! فأعيوه وأبوا ، فلما رأى كراهيتهم ، رجع إلى الكوفة وأقام بها أياما وتفرق عنه ناس كثير من أصحابه ، فمنهم من أقام يرى رأي الخوارج ، ومنهم من أقام شاكا في أمرهم . وعن محمد بن إسماعيل عن نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد عن نمير ابن وعلة عن أبي الوداك قال : لما أكره علي الناس على المسير إلى الشام أقبل بهم حتى نزل النخيلة ، وأمر الناس أن ينزلوا معسكرهم ، ويوطنوا على الجهاد أنفسهم ، وأن يقلوا زيارة أبنائهم ونسائهم حتى يسيروا إلى عدوهم . وبهذا الإسناد عن أبي الوداك : أن الناس [ أ ] قاموا بالنخيلة مع علي عليه السلام أياما ، ثم أخذوا يتسللون ويدخلون المصر . فنزل وما معه من الناس إلا رجال من وجوههم قليل ، وترك المعسكر خاليا ، فلا من دخل الكوفة خرج إليه ، ولا من أقام معه صبر ! ! فلما رأى ذلك دخل الكوفة في استنفاره الناس . ( 1 ) __________________________________________ ( 1 )قوله ( في استنفاره الناس ) هو عنوان لما يتلوه في الأصل من الأحاديث .