‹ صفحة 42 › بكته ، ولو أقام لأخذنا ميسوره وانتظرنا له وفوره . بيان : أقول قد مضى هذا الكلام ومضت قصته في أبواب أحوال الخوارج . وقال الشراح : بنو ناجية ينسبون أنفسهم إلى قريش ، وقريش تدفعهم عنه وينسبونهم إلى ناجية ، وهي أمهم ، وقد عدوا من المبغضين لعلي عليه السلام . واختلف ( 1 ) الرواية في سبيهم ، ففي بعضها أنه لما انقضى أمر الجمل دخل أهل البصرة في الطاعة غير بني ناجية ، فبعث إليهم علي عليه السلام رجلا من الصحابة في خيل ليقاتلهم ، فأتاهم وقال لهم : ما لكم عسكرتم وقد دخل في الطاعة غيركم ؟ فافترقوا ثلاث فرق : فرقة قالوا : كنا نصارى فأسلمنا ونبايع ، فأمرهم فاعتزلوا . وفرقة قالوا : كنا نصارى فلم نسلم وخرجنا مع القوم الذين كانوا خرجوا ، قهرونا فأخرجونا كرها فخرجنا معهم فهزموا ، فنحن ندخل فيما دخل الناس فيه ، ونعطيكم الجزية كما أعطيناهم . فقال : اعتزلوا ، فاعتزلوا . وفرقة قالوا : كنا نصارى فأسلمنا ولم يعجبنا الإسلام فرجعنا فنعطيكم الجزية كالنصارى . فقال لهم : توبوا وارجعوا إلى الإسلام . فأبوا ، فقاتل مقاتلهم وسبى ذراريهم ، فقدم بهم على أمير المؤمنين عليه السلام . وفي بعضها : أن الأمير من قبل علي عليه السلام كان معقل بن قيس ، ولما انقضى أمر الحرب لم يقتل من المرتدين من بني ناجية إلا رجلا واحدا ورجع الباقون إلى الإسلام ، واسترق من النصارى منهم الذين ساعدوا في الحرب وشهروا السيف على جيش الإمام ، ثم أقبل بالأسارى حتى مر على مصقلة بن هبيرة الشيباني ، وهو عامل لعلي عليه السلام على أردشيرخرة ، وهم خمسمائة ______________________________________ ( 1 )هكذا في الأصل ، والصحيح ، واختلفت .