‹ صفحة 40 › بيعتكم ، فإن تفوا ببيعتي وتقبلوا نصيحتي وتستقيموا على طاعتي ، أعمل فيكم بالكتاب وقصد الحق ، وأقيم فيكم سبيل الهدى ، فوالله ما أعلم أن واليا بعد محمد صلى الله عليه وآله أعلم بذلك مني ، ولا أعمل . أقول قولي هذا صادقا غير ذام لمن مضى ، ولا منتقصا لأعمالهم . وإن خطت بكم الأهواء المردية ، وسفه الرأي الجائر إلى منابذتي تريدون خلافي ، فها أنا ذا قربت جيادي ، ورحلت ركابي . وأيم الله لئن ألجأتموني إلى المسير إليكم ، لأوقعن بكم وقعة لا يكون يوم الجمل عندها إلا كلعقة لاعق ، وإني لظان إن شاء الله أن لا تجعلوا على أنفسكم سبيلا . وقد قدمت هذا الكتاب حجة عليكم ، وليس أكتب إليكم من بعده كتابا إن أنتم استغششتم نصيحتي ، ونابذتم رسولي ، حتى أكون أنا الشاخص نحوكم إن شاء الله والسلام . فلما قرئ الكتاب على الناس ، قام صبرة بن شيمان فقال : سمعنا وأطعنا ونحن لمن حارب أمير المؤمنين حرب ، ولمن سالم سلم . إن كفيت يا جارية قومك بقومك فذاك ، وإن أحببت أن ننصرك نصرناك . وقام وجوه الناس فتكلموا بمثل ذلك ، فلم يأذن [ جارية ] لأحد أن يسير معه ومضى نحو بني تميم وكلمهم فلم يجيبوه ، وخرج منهم أوباش فناوشوه بعد أن شتموه ، فأرسل إلى زياد والأزد يستصرخهم [ و ] يأمرهم أن يسيروا إليه فسارت الأزد بزياد . وخرج إليهم ابن الحضرمي فاقتتلوا ساعة ، واقتتل شريك بن الأعور الحارثي ، وكان من شيعة علي عليه السلام وصديقا لجارية [ فقال له : ألا أقاتل معك عدوك ؟ فقال : بلى . فقاتلهم . ] فما لبث بنو تميم أن هزموهم واضطروهم إلى دار سنبل السعدي ، فحصروا ابن الحضرمي فيها ، وأحاط جارية وزياد بالدار وقال جارية : علي بالنار . فقالت الأزد : لسنا من الحريق في شئ ، وهم قومك