‹ صفحة 35 › قال علي عليه السلام في هذه الخطبة : أيها الناس ! إني دعوتكم إلى الحق فتوليتم عني وضربتكم بالدرة فأعييتموني . أما إنه سيليكم بعدي ولاة لا يرضون منكم بذلك حتى يعذبونكم بالسياط والحديد ، فأما أنا فلا أعذبكم بهما ، إنه من عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة ، وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتى يحل بين أظهركم ، فيأخذ العمال وعمال العمال رجل يقال له : يوسف بن عمر ، ويقوم عند ذلك رجل منا أهل البيت فانصروه ، فإنه داع إلى الحق . قال : فكان الناس يتحدثون أن ذلك الرجل هو زيد [ عليه السلام ] . ( 1 ) بيان : أحمشته : أي أغضبته . والمستصرخ المستنصر . والمتغوث : القائل : وا غوثاه . والثار : الدم والطلب به ، وقاتل حميمك . ذكره الفيروزآبادي . والجرجرة : صوت يردده البعير في حنجرته ، وأكثر ما يكون ذلك عند الإعياء والتعب . والسرر : داء يأخذ البعير في سرته ، يقال منه : جمل أسر . والنضو : البعير المهزول . والأدبر : الذي به دبر وهي القروح في ظهره . والجنيد : تصغير الجند . وقال السيد الرضي رضي الله عنه : " متذائب " : أي مضطرب ، من قولهم تذاءبت الريح أي : اضطرب هبوبها ، ومنه سمي الذئب لاضطراب مشيه . أقول : أورد السيد في النهج قوله عليه السلام : " ألا إني منيت - إلى قوله - وهم ينظرون " . ( 2 ) ______________________________________________ ( 1 ) رواه الثقفي رحمه الله في الحديث ( 165 ) من كتاب الغارات ص 458 ، ورواه عنه ابن أبي الحديد في آخر المختار : ( 39 ) من نهج البلاغة . ( 2 ) رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار : ( 39 ) من نهج البلاغة وأوله : منيت بمن لا يطبع إذا أمرت ، ولا يجيب إذا دعوت . . .