‹ صفحة 34 › منهم رجالا ثلاثة ، فظن القوم أن لنا مددا ، وحال الليل بيننا وبينهم ، فانصرفوا إلى أرضهم . وكتب مالك إلى علي عليه السلام : أما بعد ، فإنه نزل بنا النعمان بن بشير في جمع من أهل الشام كالظاهر علينا ، وكان عظم أصحابي متفرقين ، وكنا للذي كان منهم آمنين ، فخرجنا إليهم رجالا مصلتين ، فقاتلناهم حتى المساء ، واستصرخنا مخنف بن سليم ، فبعث إلينا رجالا من شيعة أمير المؤمنين وولده ، فنعم الفتى ، ونعم الأنصار كانوا ، فحملنا على عدونا وشددنا عليهم ، فأنزل الله علينا نصره ، وهزم عدوه ، وأعز جنده ، والحمد لله رب العالمين ، والسلام على أمير المؤمنين ، ورحمة الله وبركاته . وعن أبي الطفيل قال ، قال : علي عليه السلام : يا أهل الكوفة دخلت إليكم وليس لي سوط إلا الدرة ، فرفعتموني إلى السوط ، ثم رفعتموني إلى الحجارة ، أو قال : الحديد ، ألبسكم الله شيعا ، وأذاق بعضكم بأس بعض ، فمن فاز بكم فقد فاز بالقدح الأخيب . وعن أبي صالح الحنفي قال : رأيت عليا عليه السلام يخطب ، وقد وضع المصحف على رأسه ، حتى رأيت الورق يتقعقع على رأسه قال ، فقال : اللهم قد منعوني ما فيه ، فأعطني ما فيه ، اللهم قد أبغضتهم وأبغضوني ، ومللتهم وملوني وحملوني على غير خلقي وطبيعتي وأخلاق لم تكن تعرف لي . اللهم فأبدلني بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بي شرا مني . اللهم أمث قلوبهم ميث الملح في الماء . وعن سعد بن إبراهيم عن ابن أبي رافع قال : رأيت عليا عليه السلام قد ازدحموا عليه حتى أدموا رجله ، فقال : اللهم قد كرهتهم وكرهوني ، فأرحني منهم ، وأرحهم مني . وروى محمد بن فرات الجرمي ، عن زيد بن علي عليه السلام قال :