‹ صفحة 30 › إن في ذلك أيضا لنفعا . فعند ذلك دعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري ، وقال له : سر حتى تمر بناحية الكوفة ، وترتفع عنها ما استطعت ، فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي ، فأغر عليه ، وإن وجدت له مسلحة أو خيلا فاغر عليهما ، وإذا أصبحت في بلدة ، فأمس في أخرى ، ولا تقيمن لخيل بلغك عنها أنها قد سرحت إليك لتلقاها فتقاتلها . فسرحه فيما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف . فأقبل الضحاك لنهب الأموال ، وقتل من لقي من الأعراب ، حتى مر بالثعلبية فأغار على الحاج ، فأخذ أمتعتهم ، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الذهلي - وهو ابن أخي عبد الله بن مسعود - فقتله في طريق الحاج ، عند القطقطانة ، وقتل معه ناسا من أصحابه . فصعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر وقال : يا أهل الكوفة ! اخرجوا إلى [ العبد ] الصالح عمرو بن عميس وإلى جيوش لكم قد أصيب منهم طرف ، اخرجوا فقاتلوا عدوكم ، وامنعوا حريمكم إن كنتم فاعلين . فردوا عليه ردا ضعيفا ورأى منهم عجزا وفشلا فقال : والله لوددت أن لي بكل مائة منكم رجلا منهم ، ويحكم أخرجوا معي ، ثم فروا عني ما بدا لكم ، فوالله ما أكره لقاء ربي على نيتي وبصيرتي ، وفي ذلك روح لي عظيم ، وفرج من مناجاتكم ومعاناتكم ومقاساتكم ومداراتكم ، مثل ما تدارى البكار العمدة ، والثياب المتهترة ، كلما خيطت من جانب ، تهتكت على صاحبها من جانب آخر . ثم نزل ، فخرج يمشي حتى بلغ الغريين ، ثم دعا حجر بن عدي الكندي فعقد له راية على أربعة آلاف ، فخرج حجر حتى مر بالسماوة وهي