‹ صفحة 24 › عشر رجلا ، بعدما أخذ منه بالمخنق ، فلأيا بلأي ما نجا . وأما ما سألتني أن أكتب إليك برأيي فيما أنا فيه : فإن رأيي جهاد المحلين حتى ألقى الله ، لا يزيدني كثرة الناس معي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة ، لأني محق ، والله مع المحق . ووالله ما أكره الموت على الحق ، وما الخير كله إلا بعد الموت ، لمن كان محقا . وأما ما عرضت به مسيرك إلي ببنيك وبني أبيك ، فلا حاجة لي في ذلك ، فأقم راشدا محمودا ، فوالله ما أحب أن تهلكوا معي إن هلكت ، ولا تحسبن ابن أمك - وإن أسلمه الناس - متخشعا ، ولا متضرعا ، إنه لكما قال أخو بني سليم : فإن تسأليني كيف أنت فإنني * صبور على ريب الزمان صليب يعز علي أن ترى بي كآبة * فيشمت عاد أو يساء حبيب 903 - أقول : روى السيد رضي الله عنه في النهج ، بعض هذا الكتاب هكذا : فسرحت إليه جيشا كثيفا من المسلمين ، فلما بلغه ذلك ، شمر هاربا ، ونكص نادما . فلحقوه ببعض الطريق ، وقد طفلت الشمس للإياب ، فاقتتلوا شيئا كلا ولا ، فما كان إلا كموقف ساعة ، حتى نجا جريضا ، بعد ما أخذ منه بالمخنق ، ولم يبق منه غير الرمق ، فلأيا بلأي ما نجا . فدع عنك قريشا وتركاضهم في الضلال ، وتجوالهم في الشقاق ، وجماحهم في التيه ، فإنهم قد أجمعوا على حربي ، كإجماعهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وآله قبلي . فجزت قريشا عني الجوازي فقد قطعوا رحمي ، وسلبوني سلطان ابن أمي . وأما ما سألت عنه من رأيي في القتال ، فإن رأيي قتال المحلين حتى ________________________________________ 903 - رواه الشريف الرضي رحمه الله في المختار : ( 36 ) من الباب الثاني من نهج البلاغة .