[612] تحكم ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربك. والواجب عليك أن تتذكر ما مضى لمن تقدمك من حكومة عادلة أو سنة فاضلة أو أثر عن نبينا صلى الله عليه وآله أو فريضة في كتاب الله فتقتدي بما شاهدت مما عملنا به فيها وتجتهد لنفسك في اتباع ما عهدت إليك في عهدي هذا واستوثقت به من الحجة لنفسي عليك لكي لا تكون لك علة عند تسرع نفسك إلا هواها. ومن هذا العهد وهو آخره (1). وأنا أسأل الله تعالى بسعة رحمته وعظيم قدرته على إعطاء كل رغبة أن يوفقني وإياك لما فيه رضاه من الاقامة على العذر الواضح إليه وإلى خلقه مع حسن الثناء في العباد وجميل الاثر في البلاد وإتمام النعمة وتضعيف الكرامة وأن يختم لي ولك بالسعادة والشهادة إنا إليه راغبون والسلام على رسوله وآله كثيرا وسلم تسليما (2). تبين: قال الجوهري: قال الكسائي: جببت الماء في الحوض وجبوته أي جمعته وجبيت الخراج جباية وجبوته جباوة ولا يهمز وأصله الهمز. و [قال الفيروز آبادي] في القاموس: جبا [الخراج] كسعى ورمى جبوة وجباء وجباوة [جمعه] وجباية بكسرهن انتهى. وقال الكيدري: الجبوة بالفتح للمرة وبالكسر للهيئة والنصب على البدلية أو على أنه مفعول ل‍ [قوله:] " ولاه " ولعل المراد بالخراج هنا كل ما يأخذه الوالي. ________________________________________ (1) وهذه الجملة: " ومن هذا العهد وهو آخره " لا توجد في بعض نسخ نهج البلاغة. (2) وفي النسخة المطبوعة ببيروت من شرح ابن أبي الحديد: " والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ". وفي ط بيروت من شرح ابن ميثم: " والسلام على رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا ". ________________________________________