[602] ألا فاستشعروا الخشية وتجلببوا السكينة وادرعوا الصبر وغضوا الاصوات وقلقلوا الاسياف في الاغماد قبل السلة وانظروا الشزر واطعنوا الوجر وكافحوا بالظبي وصلوا السيوف بالخطى والنبال بالرماح وعاودا الكر واستحيوا من الفر فإنه عار في الاعقاب ونار يوم الحساب وطيبوا عن أنفسكم نفسا وامشوا إلى الموت مشية سجحا فإنكم بعين الله عزوجل ومع أخي رسول الله صلى الله عليه وآله. وعليكم بهذا السرادق الادلم والرواق المظلم فاضربوا ثبجه فإن الشيطان راقد في كسره نافج حضنيه مفترش ذراعيه قد قدم للوثبة يدا وأخر للنكوص رجلا فصمدا صمدا حتى ينجلي لكم عمود الحق وأنتم الاعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ها أنا شاد فشدوا بسم الله حم لا ينصرون. ثم حمل عليهم أمير المؤمنين عليه السلام وعلى ذريته حملته وتبعه خويلة لم يبلغ المائة فارس فأجالهم فيها جولان الرحى المسرحة بثقالها فارتفعت عجاجة منتعتني النظر ثم انجلت فاثبت النظر فلم نر إلا رأسا نادرا ويدا طايحة فما كان بأسرع أن ولوا مدبرين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة فإذا أمير المؤمنين عليه السلام قد أقبل وسيفه ينظف ووجهه كشقة القمر وهو يقول: قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لعلهم ينتهون. قال عكرمة: وكان ابن عباس رضي الله عنه يحدث قال أمر رسول الله صلى الله عليه وآله عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وقال: يا علي إنك لمقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. بيان: قال في القاموس: نخع لي بحقي - كمنع -: أقر. والذبيحة: جاوز منتهى الذبح فأصاب نخاعها. وفلان الود والنصيحة: أخلصهما له. وأنخع الاسماء: أذلها وأقهرها. ونخع العود كفرح: جرى فيه الماء. وقال: الخانع: المريب الفاجر. وقد خنع كمنع. والخنعة: الفجرة والريبة. وكصبور: الغادر الذي يحيد عنك. وبالضم: الخضوع و الذل. والخنع: التجميش واللين. ________________________________________