[600] وخرج العباس بن ربيعة بن الحارث الهاشمي فأبلى. وخرج [إليه] فارس من أصحاب معاوية فتنازلا وتضاربا ونظر العباس إلى وهن في درع الشامي فضربه العباس على ذلك الوهن فقده بإثنتين فكبر جيش علي عليه السلام وركب العباس فرسه فقال معاوية: من خرج إلى هذا فقتله فله كذا وكذا. فوثب رجلان من لخم من اليمن فقالا: نحن نخرج إليه فقال: اخرجا فأيكما سبق إلى قتله فله من المال ما ذكرت وللآخر مثل ذلك فخرجا إلى مقر المبارزة وصاحا بالعباس ودعواه إلى القتال فقال: استأذن صاحبي وأعود إليكما وجاء إلى علي عليه السلام ليستأذنه فقال له: أعطني ثيابك وسلاحك وفرسك ولبسها وركب الفرس وخرج إليهما [فظنا] أنه على العباس فقالا: استأذنت صاحبك ؟ فتحرج من الكذب فقرأ * (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) * فتقدم إليه أحد الرجلين فالتقيا ضربتين ضربه علي عليه السلام على مراق بطنه قطعه بإثنتين فظن أنه أخطأه فلما تحرك الفرس سقط قطعتين وغار فرسه وصار إلى عسكر علي عليه السلام وتقدم الآخر فضربه علي عليه السلام فألحقه بصاحبه ثم جال عليهم جولة ورجع إلى موضعه. وعلم معاوية أنه علي فقال: قبح الله اللجاج إنه لقعود ما ركبته إلا خذلت. فقال عمرو بن العاص: المخذول والله اللخميان لا أنت. فقال له معاوية: اسكت أيها الانسان ليس هذه الساعة من ساعتك. فقال عمرو: فإن لم تكن من ساعاتي فرحم الله اللخميين ولا أظنه يفعل. وقال في وصف ليلة الهرير: فما لقي عليه السلام شجاعا إلا أراق دمه ولا بطلا إلا زلزل قدمه ولا مريدا إلا أعدمه ولا قاسطا إلا قصر عمره وأطال ندمه ولا جمع نفاق إلا فرقه ولا بناء ضلال إلا هدمه وكان كلما قتل فارسا أعلن بالتكبير فأحصيت تكبيراته ليلة الهرير فكانت خمسمائة وثلاثا وعشرين تكبيرة بخمسمائة وثلاثة وعشرين قتيلا من أصحاب السعير. ________________________________________