[597] ويحك يا كريب إني أحذرك الله في نفسك وأدعوك إلى كتابه وسنة نبيه فقال كريب: من أنت ؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب فالله الله في نفسك فإني أراك فارسا بطلا فيكون لك ما لنا وعليك ما علينا وتصون نفسك من عذاب الله ولا يدخلنك معاوية نار جهنم. فقال كريب: ادن مني إن شئت وجعل يلوح بسيفه فمشى إليه علي عليه السلام والتقيا بضربتين فبدره علي عليه السلام فقتله فخرج إليه الحرث بن الحميري فقتله وآخر فقتله حتى قتل أربعة وهو يقول: * (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) * ثم صاح علي عليه السلام يا معاوية هلم إلى مبارزتي ولا تفنين العرب بيننا. فقال معاوية: لا حاجة لي في ذلك فقد قتلت أربعة من سباع العرب فحسبك. فصاح شخص من أصحاب معاوية اسمه عروة بن داود يا علي إن كان معاوية قد كره مبارزتك فهلم إلى مبارزتي فذهب علي عليه السلام نحوه فبدره عروة بضربة فلم يعمل شيئا وضربه علي فأسقطه قتيلا ثم قال: انطلق إلى النار. وكبر على أهل الشام قتل عروة وجاء الليل. وخرج علي عليه السلام في يوم آخر متنكرا فطلب البراز فخرج إليه عمرو بن العاص وهو لا يعرف أنه علي وعرفه علي عليه السلام فاطرد بين يديه ليبعده عن عسكره فتبعه عمرو مرتجزا: يا قادة الكوفة يا أهل الفتن * أضربكم ولا أرى أبا الحسن فرجع إليه علي عليه السلام وهو يقول: أبو الحسين فاعلمن والحسن * جاءك يقتاد العنان والرسن فعرفه عمرو فولى ركضا ولحقه علي فطعنه طعنة وقع الرمح في فضول درعه فسقط إلى الارض وخشي أن يقتله فرفع رجليه فبدت سؤته فصرف علي عليه السلام وجهه وانصرف إلى عسكره. ________________________________________