[592] ويصد عنك مخيلة الرجل * العريض موضحة عن العظم بحسام سيفك أو لسانك * والكلم الاصيل كأرعب الكلم ثم عصب فضلات درعه في حجزته ودفع فرسه إلى غلام يقال له أسلم كأني أنظر إلى قلاقل شعره ودلف كل واحد منهما إلى صاحبه قال: فذكرت قول أبي ذويب: فتنازلا وتواقفت خيلاهما * وكلاهما بطل اللقاء مخدع قال ثم تكافحا بسيفهما مليا من نهارهما لا يصل واحد منهما إلى صاحبه لكمال لامته إلى أن لحظ العباس وهيا [وهنا " خ ل "] في درع الشامي فأهوى إليه بيده فهتكه إلى ثندوته ثم عاود لمحاولته وقد أصحر له مفتق الدرع فضربه العباس ضربة بالسيف فانتظم به جوانح صدره وخر الشامي صريعا بخده وسما العباس في الناس وكبر الناس تكبيرة ارتجت لها الارض فسمعت قائلا يقول من ورائي: * (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء) * [14 / التوبة: 9] فالتفت فإذا هو أمير المؤمنين علي عليه السلام فقال: يا أبا الاغر من المبارز لعدونا ؟ قلت: هذا ابن شيخكم العباس بن ربيعة قال علي عليه السلام: يا عباس. قال: لبيك. قال: ألم أنهك وحسنا وحسينا وعبد الله بن جعفر أن تخلوا بمركز أو تباشروا حدثا ؟ قال: إن ذلك لكذلك. قال: فما عدا مما بدا ؟ قال: أفأدعى إلى البراز يا أمير المؤمنين فلا أجيب جعلت فداك ؟ قال: نعم طاعة إمامك أولى بك من إجابة عدوك ود معاوية إنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في نيطه إطفاء لنور الله * (ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون) * أما والله ليهلكنهم منا رجال ورجال يسومونهم الخسف حتى يتكففوا بأيديهم ويحفروا الآبار. [ثم قال:] إن عادوا لك فعد لي. قال: ونمى الخبر إلى معاوية فقال: الله دم عرار ألارجل يطلب بدم عرار ؟ قال فانتدب له رجلان من لخم فقالا: نحن له. قال: إذهبا فأيكما قتل العباس برازا فله كذا و كذا فأتياه فدعواه إلى البراز فقال: إن لي سيدا أوامره. ________________________________________