[ 265 ] عن عمرو بن ثابت، عن رجل سماه، عن أبي إسحاق السبيعي، (1) عن الحارث الاعور قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوما خطبة بعد العصر، فعجب الناس من حسن صفته وما ذكر من تعظيم الله جل جلاله، قال أبو إسحاق: فقلت للحارث: أو ما حفظتها ؟ قال: قد كتبتها، فأملاها علينا من كتابه: الحمد لله الذي لا يموت، ولا تنقضي عجائبه، لانه كل يوم في شأن، من إحداث بديع لم يكن، الذي لم يولد فيكون في العز مشاركا، ولم يلد فيكون موروثا هالكا، (2) ولم تقع عليه الاوهام فتقدره شبحا ماثلا، ولم تدركه الابصار فيكون بعد انتقالها حائلا، الذي ليست له في أوليته نهاية، ولا في آخريته حد ولا غاية، الذي لم يسبقه وقت، ولم يتقدمه زمان، ولم يتعاوره زيادة ولا نقصان، ولم يوصف بأين ولابما ولا بمكان، (3) الذي بطن من خفيات الامور، وظهر في العقول بما يرى في خلقه من علامات التدبير، الذي سئلت الانبياء عنه فلم تصفه بحد ولا ببعض، (4) بل وصفته بأفعاله، ودلت عليه بآياته، لا تستطيع عقول ________________________________________ (1) نسبة إلى السبيع، قال السويدي في ص 79 من سبائك الذهب: السبيع بطن من همدان والنسبة إلى السبيع سبعى بفتح الباء وحذف الياء، ومن بني السبيع أبو إسحاق السبعى الفقيه المشهور واسمه عمرو بن عبد الله انتهى أقول: ترجم له الخاصة والعامة في تراجمهم، أورده الشيخ في رجاله في عداد أصحاب أمير المؤمنين والحسن والصادق عليهم السلام: وحكى عن اختصاص المفيد أنه صلى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة، وكان يختم القرآن في كل ليلة، ولم يكن في زمانه أعبد منه ولا أوثق في الحديث عند الخاص والعام، وكان من ثقات على بن الحسين عليهما السلام، ولد في الليلة التي قتل فيها أمير المؤمنين عليه السلام، وقبض وله تسعون سنة، وهو من همدان، اسمه عمرو بن عبد الله بن على بن ذي حمير بن السبيع الهمداني انتهى. وأورده ابن حجر في تقريبه وقال: مكثر، ثقه، عابد، من الثالثة، اختلط بآخره، مات سنة 29، وقيل: قبل ذلك. وحكى عن المقدسي انه قال: قال: شريك سمعت أبا إسحاق يقول: ولدت في سنتين من امارة عثمان، وقلل أبو بكر بن عياش: دفنا أبا إسحاق سنة ست أو سبع وعشرين ومائة انتهى. وعن ابن خلكان: أنه من أعيان التابعين راى عليا عليه السلام، وكان يقول: رفعني أبى حتى رأيت على بن أبي طالب عليه السلام يخطب وهو أبيض الرأس واللحية، وكان كثير الرواية، ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان، وتوفى سنة 129 وقيل: 127 وقيل: 128 وقال يحيى بن معين: مات سنة 132. (2) في الكافي: لم يلد فيكون في العز مشاركا، ولم يولد فيكون موروثا. وما هنا أبلغ. (3) في التوحيد: ولا يوصف باين ولابم ولا بمكان. (4) في نسخة: ولا بنقص وفى اخرى: ولا بنقض ________________________________________