[27] فيقول: " فانهم مني فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدى (1). وأيضا من الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي أو قال من أمتى فيحلؤن عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى وفي رواية فيجلون (2). ومن البخاري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال لهم: هلم (3) قلت إلى أين ؟ قال إلى النار والله، فقلت: وما شأنهم، قال: إنهم قد ارتدوا على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة اخرى حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال لهم: هلم فقلت إلى أين ؟ قال إلى النار والله، قلت ما شأنهم قال إنهم قد ارتدوا على أدبارهم، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم (4). ________________________________________ (1) جامع الاصول ج 11 ص 120 مسلم 7 / 66. أقول قوله " سحقا سحقا لمن غير بعدى " قال القسطلانى في شرحه ارشاد السارى: أي سحقا لمن غير بعدى دينه، لانه ص لا يقول في العصاة بغير الكفر: سحقا سحقا، بل يشفع لهم ويهتم بأمرهم، كما لا يخفى. (2) جامع الاصول ج 11 ص 120، وقال في ص 216: فيحلؤن: أي يدفعون عن الماء، ويطردون عن وروده، ومن رواه بالجيم، فهو من الجلاء بمعنى النفى عن الوطن، وهو راجع إلى الطرد. (3) هلم يا رجل - بفتح الميم - بمعنى تعال، قال الخليل: واصله لم من قولهم: لم الله شعثه: أي جمعه، كانه أراد لم نفسك الينا، أي اقرب، وها للتنبيه، وانما حذفت ألفها لكثرة الاستعمال، وجعلا اسما واحدا يستوى فيه الواحد والجمع والتأنيث في لغة أهل الحجاز، قال الله تعالى: " والقائلين لاخوانهم هلم الينا " وأهل نجد يصرفونها، قال الجوهرى. (4) جامع الاصول ج 11 ص 120 و 121 أقول: ________________________________________