[16] والاعراف والجهنميون الذين يشفع لهم الانبياء والملائكة والمؤمنون، ويخرجون من النار فيسمون الجهنميين فأما المؤمنون فينجون ويدخلون الجنة بغير حساب وأنما الحساب على أهل هذه الصفات بين المؤمنين والمشركين والمؤلفة قلوبهم والمقترفة والذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا والمستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، لا يستطيعون حيلة الكفر والشرك، ولا يحسنون أن ينصبوا، ولا يهتدون سبيلا إلى أن يكونوا مؤمنين عارفين، فهم أصحاب الاعراف وهؤلاء كلهم لله فيهم المشية إن أدخل أحدهم النار فبذنبه، وإن تجاوز عنه فبرحمته. قلت: أيدخل النار المؤمن العارف الداعي ؟ قال: لا، قلت: أيدخل الجنة من لا يعرف إمامه ؟ قال: لا، إلا أن يشاء الله، قلت أيدخل النار إلا كافر أو مشرك قال: لا يدخل النار إلا كافر إلا أن يشاء الله، قلت: فمن لقي الله مؤمنا عارفا بامامه مطيعا له أمن أهل الجنة هو ؟ قال: نعم، إذا لقى الله وهو مؤمن، قال الله عزوجل: " الذين آمنوا وعملوا الصالحات " " الذين آمنوا وكانوا يتقون " " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " قلت فمن لقي الله منهم على الكباير قال: هو في مشيته إن عذبه فبذنبه، وإن تجاوز عنه فبرحمته، قلت فيدخله النار وهو مؤمن ؟ قال: نعم، بذنبه لانه ليس من المؤمنين الذين عنى أنه لهم ولي وأنه لاخوف عليهم ولاهم يحزنون، هم المؤمنون الذين يتقون الله والذين يعلمون الصالحات و الذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم (1). وعن أبان، عن سليم بن قيس قال: سمعت أبا ذر وسلمان والمقداد يفولون إنا لقعود عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما معنا غيرنا إذا رهط من المهاجرين كلهم بدريون فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تفترق أمتي بعدى ثلاث فرق فرقة على الحق مثلهم كمثل الذهب كلما سبكته على النار ازداد طيبا وجودة، إمامهم هذا أحد الثلاثة، وفرقة أهل باطل مثلهم كمثل الحديد كلما أدخلنه النار ازداد خبثا ونتنا إمامهم هدا أحد ________________________________________ (1) كتاب سليم: 96 - 98 (*). ________________________________________