[305] وإن الامة مجمعة على أن الانبياء (عليهم السلام) قد بشروا بنبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) ونبهوا على أمره، ولا يصح منهم ذاك إلا وقد أعلمهم الله تعالى به فصدقوا وآمنوا بالمخبر به وكذلك قد روت الشيعة أنهم قد بشروا بالائمة أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وأما الجواب عن السؤال الثالث فهو أنه يجوز أن يكون تعالى أحدث لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحال صورا كصور الائمة عليهم السلام ليراهم أجمعين على كمالهم كمن شاهد (1) أشخاصهم برؤية مثالهم، ويشكر الله تعالى على ما منحه من تفضيلهم وإجلالهم، وهذا في الممكن المقدور (2). ويجوز أيضا أن يكون الله تعالى خلق على صورهم ملائكة في سمائه يسبحونه ويقدسونه لتراهم ملائكته الذين قد أعلمهم بأنهم سيكونون (3) في أرضه حججا له على خلقه، فتتأكد عندهم منازلهم وتكون رؤيتهم تذكارا لهم بهم وبما سيكون من أمرهم. وقد جاء في الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى في السماء لما عرج به ملكا على صورة أمير المؤمنين صلوات الله عليه. وهذا خبر اتفق (4) أصحاب الحديثين على نقله، حدثني به من طريق العامة أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد عن أحمد بن علويه عن إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن صالح عن حديد بن عبد الحميد عن مجاهد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لما اسري بي إلى السماء ما مررت بملا من الملائكة إلا سألوني عن علي بن أبي طالب حتى ظننت أن اسم علي أشهر في السماء من اسمي. فلما بلغت السماء الرابعة نظرت إلى ملك الموت (عليه السلام) فقال لي: يا محمد ________________________________________ (1) في المصدر: فيكون كمن شاهد. (2) في نسخة: [وهذا في الممكن من المقدور] وفى المصدر: وهذا في العقول من الممكن المقدور. (3) في المصدر: يكونون. (4) في المصدر: قد اتفق. ________________________________________