[ 139 ] قال [ المصنف رحمه الله ]: ثم برز فقلته مروان بن الحكم (1)، فقال عليه السلام: انا لله وانا إليه راجعون، والله لقد كنت اكره ان أراه صريعا تحت بطون الكواكب، والله انه لقد كان كما قال الشاعر: (2) ________________________________________ (1) ذكر الشيخ المفيد (اعلا الله مقامه) عدة روايات في قضية مقتل طلحة بن عبيد الله، قال رحمه الله: وروى اسماعيل بن عبد الملك، عن يحيى بن شبل، عن جعفر بن محمد، عن ابيه عليه السلام، قال: حدثني ابي علي زين العابدين عليه السلام، قال: قال لي مروان بن الحكم: لما رأيت الناس يوم الجمل قد كشفوا، قلت: والله لادركن ثأري ولافوزن منه الان، فرميت طلحة فأصبت نساه فجعل الدم ينزف، فرميته ثانية فجاءت به، فأخذوه حتى وضعوه تحت شجرة فبقي تحتها ينزف منه الدم حتى مات. وروى ابن سليمان، عن ابن خيثمة قال: قال عبد الملك بن مروان يوما وقد ذكر عثمان وقتل طلحة: ولولا ابي قتله لم يزل في قلبي جرحه الى اليوم. وقال عبد الملك: سمعت ابي يقول: نظرت الى طلحة يوم الجمل وعليه درع ومغفر لم أر منه إلا عينيه، فقلت: كيف لي به ؟ فنظرت الى فتق في درعه فرميته فأصبت نساه فقطعته، فأني انظر الى مولى له يحمله على ظهره موليا فلم يلبث ان مات. وروى أبو سهل عن الحسن، قال: لما رمي طلحة ركب بغلا، وقال لغلامه: التمس لي مكانا أدخل فيه. فقال الغلام: ما أدري اين ادخلك. فقال طلحة: وما رأيت كاليوم أضيع من دم شيخ مثلي. وقال الحسن وكان امر الله قدرا مقدورا. قال الشيخ المفيد: فهذه الاخبار مختصرة صحيحة في مقتل طلحة بن عبيدالله طريقها من العامة من أوضح طريق، وسندها اصح اسانيد، وليس بين فيها اختلاف، وكل ما يدل ان طلحة قتل وهو مصر على الحرب غير نادم ولا مرعو عن ذلك وفاقا لمذهب الحشوية، وخلافا لمذهب المعتزلة، وشاهدا ببطلان ما ادعوه من توبته. انظر: مصنفات الشيخ المفيد م 1: 383، 384. (2) مروج الذهب م 2: 373. ________________________________________