[ 132 ] نادى علي بأمر لست اجهله عار لعمرك في الدنيا وفي الدين فقلت: حسبك من عذل ابا حسن فبعض هذا الذي قد قلت يكفيني فقالت له عائشة رضى الله عنه: ما خلفت وراءك يا با عبد الله ؟ قال: والله، ما وقفت موقفا، ولا شهدت مشهدا في شرك ولا اسلام إلا ولي فيه بصيرة، وانا اليوم على شك من أمري، فما كدت ان ابصر موضع قدمي. وقال له ابنه عبد الله: يا ابت لقد رجعت الينا بغير الوجه الذي مضيت به عنا. قال: نعم والله، لقد ذكرني علي [ عليه السلام ] حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انسانية الدهر فلا حاجة لي في محاربته ابدا. فرجعت مستغفرا لله عزوجل، وتارككم منذ اليوم، فيفعل الله ما يشاء. قال: بلى، اني اراك فررت من عيون بني هاشم حين رأيتها تحت المغافر، وبأيديهم سيوف حداد، وتحملها فتية امجاد. قال: ويلك، يا بني اتهيجني على حربه، اما اني قد حلفت ان لا أحاربه (1). ________________________________________ (1) روى الحارث بن الفضل عن عبد الله الاغر، ان الزبير بن العوام قال لابنه يومئذ: ويلك، لا تدعنا على حال، انت والله قطعت بيننا وفرقت الفتنا بما بليت به من هذا المسير، وما كنت متوليا من ولي هذا الامر واقام به، والله لا يقوم احد من الناس مقام عمر بن الخطاب فيهم فمن ذا يقوم مقام عمر بن الخطاب، وان سرنا بسيرة = ________________________________________