[ 4 ] العلوم ومحادات العلماء وامهات الحكمة واصطلاحات الحكماء مع انهم ع لم يختلفوا إلى محتشد اريب ولا احتشدوا في محفل الاخذ من اريب ولا كانت العلوم في عصرهم مدونة ولا كتب الحكمة في زمنهم مترجمة اولئك آبائى فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع وان كتاب الكافي لشيخ الدين وامين الاسلام نبيه الفرقة ووجيه الطائفة رئيس المحدثين حجة الفقه والعلم والحق واليقين ابى جعفر محمد بن يعقوب اسحق الكليني رفع الله درجته في الصديقين والحقه بنبيه وائمته الطاهرين قد حوى من ذلك طسقا وافيا وقسطا كافيا ولم يكن يتهيأ لاحد من الفقهاء والعلماء والعقلاء والحكماء من عصر تصنيفه إلى زمننا هذا والمدة سبعمائة سنة ان يتعاطى حل غوامضه وشرح مغامضه ويتفرغ لتفسير مبهماته وتحرير مهماته مع ما ترى الافئدة في الادوار والاعصار هاوية إليه والاكباد في الاقطار والامصار هائمة عليه إذ كان دخول ذلك في منة الميسرة وقوه المقدرة محوجا إلى ان يكون المرء في جوهر نفسه بحسب فطرته الاولى المفطورة مطبوعا على قريحة سماوية وفطرة ملكوتية وغزيرة عقلانية وجبلة قدسانية ثم إذا هو في فطرته الثانية المكسوبة من كل علم من العلوم العقلية والنقلية والحكمية والشرعية الاصلية والفرعية على النصاب الاتم والنصيب الاوفر ذا تدبر وميض وتتبع عريض غزير المراجعات كثير المباحثات قد راجع وروجع وناظر و نوظر دهرا صالحا وامدا طويلا مجتهدا في ابلاغ قوتيه العاقلة والعاملة ميقاتهما من الكمال واسباغ شطريه النظرى والعملي في كفتى ميزان الاستكمال ومع تيك وتيك وذا وذا ذا خلوات وخلسات في مجاهدات قلبية ومراصدات ________________________________________