[ 16 ] الاكمل فالنظام الجملى الذى لا يتصور له علة اصلا الا نفس ذات الجاعل فايض عن صرف ذاته الاحدية ومنبعث عن نفس علمه وارادته الذين هما عين مرتبة ذاته فيضانا بالذات وانبعاثا اوليا بالقصد الاول ولكن حيث ان سبيل ايجاد المركب سبيل ايجاد اجزائه بالاسر ولا يعقل للجملة المعروضة للاعتبار الجملية والهيئة المجموعية صدور الا بصدور الاجزاء بالاسر من دون صدور اخر مستأنف وراء ذلك وافضل المجعولات اقرب في المرتبة من الجاعل المبدع فلامحه كان اكرم المبدعات من اجزاء النظام هو المتعين بان يكون الصادر الاول في مرتبة الصدور من غير توسط امر من الامور وعلة من العلل اصلا فضلا عن المادة ومن لا يستطيع سبيلا إلى تعرف الحقيقة يتوهم ان المراد بهذه العلة المنفية العلة المادية ولا يشعر ان المستعمل باللام أو الباء لا يكون الا العلة الفاعلية وما من ضربها والعلة الغائية وما في سبيلها واما المادة والعلة المادية والاسطقسية فانما يسند الشئ إليها بمن أو عن ثم ليعلم ان الشئ الحادث الكيانى الذات وان كان هو مسبوق الوجود لامحه بالمادة مسبوقية بالزمان الا ان ذلك ليس الا بقياس احدها إلى الاخر بحسب نفسهما لا بالقياس إلى ذات الصانع الحق جل سلطانه حتى تكون المادة متوسطة بالزمان بين ذاته سبحانه وبين ذى المادة و ذو المادة أشد تأخرا في الوجود من المادة بالنسبة إليه سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ولعلك سوف تتحقق ذلك بما نتلوه على سمعك من ذى قبل انشاء الله العزيز قوله خلق ما شاء كيف شاء لما نفى الغاية عن فعله توهم انه ليس فاعلا بالاختيار فازاح ذلك بانه يفعل الاشياء كما شاء فيكون المشية أي بارادته يفعل الخلق ________________________________________