[ 15 ] ليس مطلق يسبق الايس في متن الواقع سبقا دهريا وفى لحاظ العقل سبقا بالذات من دون مسبوقية بمادة أو مدة اصلا ثم افضل ما يسمى مبدعا ما لم يكن بواسطة عن جاعله الحق الاول مطلقا مادية كانت أو فاعلية أو غير ذلك والاختراع اخراج من كتم العدم الصريح الدهرى السابق سبقا بالدهر من غير سبق مدة اصلا ولا مادة سبقا صريحا دهريا وان كانت المادة سابقة في لحاظ العقل سبقا بالذات فقط واما الصنع فبالحرى ان يعمم بحيث يعم الابداع والاختراع دون التكوين ولو خص بالتكوين دونهما فلا شطط فهذا ما اثرنا عقد الاصطلاح عليه في كتابينا الايماضات والتشريفات وهو الصحيفة الملكوتية وتقويم الايمان وهو كتاب التقويمات والتصحيحات وفى غيرها من كتبنا العقلية وصحفنا الحكمية وإذا تعرفت الامر فقوله لا من شئ فيبطل الاختراع معناه لا من مادة سابقة سبقا بالزمان أو سبقا صريحا دهريا وقوله ولا لعلة فلا يصح الابتداع مغزاه القول في النظام الجملى للوجود كله اعني زمر الجامدات من المجردات والماديات قاطبة وبالجملة ما سوى ذات الله الاحد الفرد سبحانه يعنى ولا لعلة غير نفس ذاته سبحانه لا فاعلية ولا تتمة لها ولا غائية وهى العلة الكمالية ولا غير ذلك من انواع العلل واقسامها اصلا فذاك الضرب الفاضل من الابداع والنظام الجملى هو احق ما يسمى مبدعا إذ ليس يعقل ورائه الا الله سبحانه فهو عز سلطانه بنفس ذاته الاحدية جاعله الحق وموجبه التام ولا يتصور ايضا هناك علة غائية وراء ذات الجاعل المبدع الذى هو بعين مرتبة ذاته علمه التام بالنظام ________________________________________