[ 336 ] حتى انكر عليه قيس رضى الله عنه ذلك فشتمه واخرجه من مجلسه وقد روى شيخنا المفيد قدس سره في كتاب الارشاد انه لما انشد حسان في غدير خم قصيدته المشهورة المتضمنة لما وقع في ذلك اليوم من نصب على عليه السلام بالخلافة والولاية بعد النبي صلى الله عليه وآله قال له الرسول صلعم: " لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك " وانما اشترط رسول الله صلعم في الدعاء له لعلمه بعاقبة امر حسان في الخلاف ولو علم سلامته في المستقبل من الاحوال لدعاله على الاطلاق ومثل ذلك ما اشترط الله في مدح ازواج النبي صلعم ولم يمدحهن من غير اشتراط لعلمه تعالى بان منهن من تتغير بعد الحال عن الصلاح الذي تستحق عليه المدح والاكرام فقال " يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ان اتقيتن،. الاية " ولم يجعلهن في ذلك حسب ما جعل أهل بيت النبي صلعم في محل الاكرام والمدحة حيث يقول في ايثارهم المسكين واليتيم والاسير على انفسهم مع الخصاصة التي كانت بهم " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله،. الى قوله تعالى: وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا " فقطع لهم بالجزاء ولم يشرط لهم كما اشترط لغيرهم باختلاف الاحوال على ما بيناه. وأما ما ادعاه من تقدم اسلام أبي بكر مستندا الى الاخبار الموضوعة تارة، والى نقل بعضهم للاجماع في ذلك اخرى، ثم تكلف الجمع بما لا يمكن جمعهما بقنطار من الغرا، فاعماله الحيلة واختراع الوسيلة ووضع الكذب لنصرة مذهب القبيلة عليها ظاهر والحق تأخر اسلامه كما نقله عن ابن كثير وصححه عن سعد بن أبي وقاص ويؤيده ما ذكره ابن الاثير في كتاب اسد الغابة في معرفة الصحابة عن ضمرة بن ربيعة انه قال: كان اسلام أبي بكر مسببا عن اسلام خالد بن سعيد الاموى وذكر في هذا قصة طويلة. وأما غيرهم فقد قالوا انه كان ثامن الاصحاب في الايمان. ________________________________________