[ 328 ] وأما ثالثا فلان ما ذكره " من ان الصحبة في قوله " قال له صاحبه " مقرونة بما يقتضى الاهانة،. الى آخره " مدفوع بان الكلام في دلالة لفظ الصحبة والقرينة على تقدير تسليم وجودها لا يجدى في ذلك بل اللازم من استعمال الصحبة في مقام الاهانة ان لا يكون للفظ الصحبة دلالة على التعظيم اصلا ولو سلم فنقول ان ما ذكره كلام على السند الاخص لأن ههنا آية اخرى تدل على ان يوسف عليه السلام قال لكافرين كانا معه في السجن: صاحبي، من غير ان يكون مقرونا باهانة واذلال وهى قوله تعالى حكاية عنه على نبينا وآله وعليه السلام " يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار " كما مر بيانه في ذكر آية الغار. وأما رابعا فلان تعجبه عن الشيعة في حلفهم بما ذكر من اعجب الاعجب لانهم اعتقدوا ان الخمسة التي سادسهم جبرئيل يكون الله تعالى ثانى كل منهم وثالث كل اثنين منهم وهكذا فلذلك استغنوا عن الحلف بذلك المركب الوضعي الوهمي الذي لا نسبة لاحد جزئيه وهو أبو بكر الى الله تعالى بل والى رسوله ايضا. وايضا فلا حق لابي بكر من نظر الشيعة حتى يتجه لهم الحلف بحق اثنين احدهما أبو بكر بل هو عندهم ممن اضاع حق الله تعالى وحق نبيه واهل بيته عليه وعليهم السلام كما سبق فيه الكلام وكأن من يتوقع صدور هذا القسم من القسم عن الشيعة لم يسمع القصة التى ذكرها غوث الحكماء الامير غياث الدين منصور الشيرازي رحمه الله في شرح الهياكل حيث قال: ان رجلا جبانا ضعيفا يدعى بعثمان اخذ حية عظيمة اضعفها البرد فاسقطت قواها فكان يلعب بها حتى اشرق عليها الشمس فانتعشت واشتدت وعضت فهرب الصاحب منها فلما فارقها صادف شيعيا كان بينهما عداوة قديمة واخبره عن حاله وقال له خذ لي هذه الحية بحق عثمان، فقال الشيعي: انظروا أي رجل، يزاول أي صنعة، ثم يامر ________________________________________