[ 327 ] كون الله رابعا لكل ثلاثة مشترك وكونه ثانى اثنين الله ثالثهما تشريف زائد اختص الله أبا بكر به،. على ان المعية هنالك بالعلم والتدبير وههنا بالصحبة والموافقة فاين احديهما من الاخرى ؟ والصحبة في قوله " له صاحبه " مقرونة بما يقتضى الاهانة والاذلال وهو قوله " اكفرت " وفي الاية مقرونة بما يوجب التعظيم والاجلال وهو قوله " ولا تحزن ان الله معنا " والعجب ان الشيعة إذا حلفوا قالوا وحق خمسة سادسهم جبرئيل، واستنكروا ان يقال: وحق اثنين الله ثالثهما. انتهى. اقول: فيه نظر أما اولا فلان ما ذكره " من ان يكون الله رابعا لكل ثلاثة أمر مشترك، وكونه ثانى اثنين تشريف زائد اختص الله تعالى أبا بكر به " مردود بان كونه ثانى اثنين انما يكون شرفا وفضيلة له لو كان ثانيا مطلقا لكنه قد قيد كونه ثانيا بكونه في الغار وهذا الشرف كان حاصلا للحية التي لسعت أبا بكر في الغار كما قال الشيخ العارف الموحد الاوحدي قدس سره: " شعر " * بشب هجرت وحمايت غار * بدم عنكبوت وصحبت مار * وان احتمل ان يكون مراده بصحبت مار صحبت ابى بكر فافهم. واما ثانيا فلان ما ذكره في العلاوة كاد ان يكون كفرا بالله ورسوله لدلالته على ان معية النبي صلعم بالصحبة والمرافقة اعظم واشرف من معية الله تعالى له بالعلم والتدبير،. على انا لا نسلم ان معية أبي بكر بالنسبة الى النبي كان بالصحبة الاصطلاحية والمرافقة المعنوية. ________________________________________