[ 33 ] واما مادل عليه من السنة فكثير يفضى استقصائه الى السهاب (1) واضجار فلنقتصر منه على اخبار: الاول روى حنان بن سدير قال: قلت لابي جعفر (ع): أي العبادة افضل ؟ فقال: ما من شئ احب (افضل) الى الله (عند الله) من ان يسئل ويطلب ما (مما) عنده، وما احدا بغض الى الله ممن يستكبر عن عبادته ولا يسئل ما عنده. الثاني روى زراره عن ابى جعفر (ع) قال: ان الله عزوجل يقول: (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (2) قال: هو الدعاء، وافضل العبادة الدعا قال: قلت: (ان ابراهيم لاواه حليم) قال: الاواه هو الدعاء. الثالث روى ابن القداح عن ابى عبد الله (ع) قال: قال امير المؤمنين (ع): ا حب الاعمال الى الله في الارض الدعا، وافضل العبادة العفاف (3) قال: وكان امير ا لمؤمنين (ع) رجلا دعاء. الرابع روى عبيد بن زرارة عن ابيه عن رجل عن ابى عبد الله (ع): الدعا هو العبادة التى قال الله: (ان الذين يستكبرون عن عبادتي) الاية ادع الله (ادع) ولا تقل: ان الامر قد فرغ (منه). الخامس روى عبد الله بن ميمون القداح عن ابي عبد الله (ع) قال: الدعا كهف الاجابة ________________________________________ (1) اسهب الرجل إذا اكثر من الكلام (ص) (2) المؤمن 62. (3) والمراد بالعفا ف اما العفة عن السؤال عن المخلوقين، اوعفة البطن والفرج عن الحرام، أو مطلق العفة عن الحرام، وربما يتوهم التنافى بينه وبين كون الدعا احب الاعمال والجواب من وجوه: الاول ان الدعا افضل الاعمال الوجودية والعفا افضل التروك. الثاني ان تكون افضلية كل منهما بالنسبة الى غير الاخر. الثالث ان تكون افضلية كل منهما من جهة خاصة فان لكل منهما تأثيرا خاصا لا يقوم الاخر مقامه كما ان للماء تأثيرا في قوام البدن لا يقوم غيره مقامه، وبمثل تلك الوجوه يمكن الجمع بين هذه الاخبار وبين ما ورد في افضلية غيرهما من الاعمال انتهى موضع الحاجة ملخصا (مرات) (*). ________________________________________