[ 28 ] ثم تذكر ما قاله على بن الحسين زين العابدين (ع) في مناجاته، وتفكر فيما تضمنته من بسط الرجا: (الهى وعزتك وجلالك لو قرنتنى في الاصفاد (1) ومنعتني سيبك (2) من بين الاشهاد ودللت على فضائحي عيون العباد وامرت بى الى النار وحلت حلت بينى وبين الابرار ما قطعت رجائي منك ولا صرفت تأميلى للعفو عنك ولاخرج حبك عن قلبى انا لا انسى اياديك عندي وسترك على في دار الدنيا وحسن صنيعك الى). وتبسط بهذا وامثاله (3) رجاك لئلا يميل به جانب الخوف فيؤدى الى القنوط، (ولا يقنط من رحمة ربه الا الضالون)، ولا يميل به جانب الرجا فتبلغ الغرور والحمق. قال رسول الله (ص): الكيس (4) دان (5) نفسه وعمل لما بعد الموت، والاحمق والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله المغفرة. وعنهم عليهم السلام انما المؤمن كالطائر وله جناحان الرجا والخوف. وقال لقمان لابنه نامان (ما ثان): يا بنى لو شق جوف المؤمن لوجد على قلبه سطران من نور لو وزنا لم يرجع احدهما على الاخر مثقال حبة من خردل احدهما الرجا والاخر الخوف. نعم في حالة المرض خصوصا مرض الموت ينبغى ان يزيد الرجا على الخوف ورد بذلك الاثر عنهم عليهم السلام. مناجات لدفع الفقر والشدائد: يامن يرى ما في الضمير ويسمع = أنت المعد لكل ما يتوقع ________________________________________ (1) الاصفاد: القيود والاغلال واحدها صفد بالتحريك (المجمع) (2) السيب: العطاء (اقرب). (3) مثل ما ناجى به زين العابدين (ع) في دعائه: (اللهم انى اجد سبل المطالب اليك مشرعه ومناهل الرجال اليك مترعة والاستعانة بفضلك لمن املك مباحة وابواب الدعا اليك للصارخين مفتوحه اه. (4) الكيس: العاقل. (5) دانه: اذله واستبعده (*). ________________________________________