[ 26 ] وان لم تر آثار الاجابة فلا تقنط (1) وابسط (2) رجائك في كرم مولاك فانه ربما اخرت اجابتك لان الله تعالى يحب ان يسمع دعائك وصوتك فعليك بالالحا ح اما اولا فلتحوز (3) نصيبا من دعائه (ع) حيث يقول: رحم الله عبدا طلب من الله شيئا (حاجة) فالح عليه. وأما ثانيا فلتصادف محبة الله تعالى لانه انما اخرك بحبه سماع صوتك فلا تقطع ذلك. وأما ثالثا فلتعجيل قضاء الحاجة بتكرار الدعا على ما ورد (4) واقبض نفسك الاما رة بالخوف من الله تعالى جل جلاله. وقل: لعلى انما لم يستجب لى جل جلاله لان دعائي محجوب وعملى لا ترفعه الملائكة لكثرة ذنوبي، أو لكثرة المظالم والتبعات (5) قبلى أو لان قلبى قاس (6) اولاه (7) أو ظني غير حسن بربي، وكل هذه الامور حاجبة للدعا على ما سيجيئ (8) اولان هذا الكمال لست له اهلا فمنعته ولو كنت له اهلا لافاضه الكريم الرحيم عليك من غير سؤال فاذن يحصل لك الخوف تعرف انك في محل التقصير، وان مقامك مقام العبد الحقير الذى ابعدته عيوبه وطردته ذنوبه وقعدت به اعماله وحبسته آماله وحرمته شهواته واثقلته تبعاته ومنعته من الجرى في ميدان السالكين وعاقته عن الترقي الى درجات الفائزين. ________________________________________ (1) القنوط: الياس. (2) بسط الشئ: نشرة (3) وكل من ضم الى نفسه شيئا فقد حازه (المجمع). (4) وفى الحديث ان المؤمن يسئل الله حاجة فيؤخر عنه اجابتها حبا لصوته واستماع نحيبه الحديث (الاصول) ج 2 ص 488. (5) التبعة والتباعة: المظلمة. (6) قست قلوبهم: يبست وصلبت عن ذكر الله. (7) لاهية قلوبهم: ساهية غافلة مشغولة بالباطل عن الحق. (8) ياتي في ب 3 ذيل عنوان (اقوام لا يستجاب دعائهم) امور الحاجبة عن الاجابة. بتفصيله (*). ________________________________________